"رحم الله امرأ لم تَمُجَّ أُذُنَاه كلامي، وقَدَّم لنفسه مَعَاذَةً١ من سوء مقامي، فإن البلاد مُجْدِبة، والدار مُضَيَّعة، والحال سيئة٢، والحياء زاجر ينهى عن كلامكم، والعُدْم عاذِرٌ يحملني على إخباركم، والدعاء إحدى الصَّدَقتين، فرحم الله امرأ أمَرَ بِمَيْرٍ٣، أو دعا بخير"، فقال له بعض القوم: مِمَّن الرجل؟ فقال:"مِمَّن لا تنفعكم معرفَتُه، ولا تضركم جهالته، ذلُّ الاكتساب، ويمنع من عز الانتساب".
١ المعاذة والمعاذ والعياذ: الالتجاء. ٢ وفي الأمالي "والحال مسغبة" أي مجيعة. ٣ مار عياله ميرا: جلب لهم الميرة "بالكسر" وهي الطعام، وفي العقد: فرحم الله امرأ يمير، وداعيًا يجبر".