وقال المأمون للفضل بن الربيع١ لما ظَفِر به:"يا فضل، أكان من حَقِّي عيك وحق آبائي ونعمهم عند أبيك وعندك أن تَثْلِبَنِي٢ وتَسُبَّني وتُحَرِّض علي دمي؟ أتحب أن أفعل بك ما فعلته بي؟ ".
فقال:"يا أمير المؤمنين، إن عذري يُحْقِدك إذا كان واضحًا جميلًا، فكيف إذا حفَّتْه٣ العيوب، وقبَّحته الذنوب، فلا يضيق عني من عفوك ما وسع غيري منك فأنت كما قال الشاعر٤ فيك:
صفوح عن الأجرام حتى كأنه ... من العفو لم يعرف من الناس مجرما
وليس يبالي أن يكون به الأذى ... إذا ما الأذى لم يغش بالكره مسلما
"زهر الآداب ٢: ١٦٣".
١ توفي سنة ٢٠٨. ٢ ثلبه كضربه: لامه وعابه. ٣ هكذا في الأصل، وربما كان "أخفته" لقوله قبل: "إذا كان واضحا". ٤ هو الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك.