موسى١، عن جبير بن مطعم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"كلُّ عرفات موقف، وارفعوا عن بطن عُرَنَة. وكل مزدلفة موقفٌ، وارفعوا عن مُحَسِّر. وكل فِجَاجِ مني منحر، وكلُّ أيام التشريق ذبحٌ". ثم ساقه الإمام أحمد من طريق: أبي اليمان، عن سعيد بن عبد العزيز، بإسناده مثله.
وهذا الإسناد منقطع كما قال ابن القَيِّم رحمه الله؛ فإنَّ سليمان ابن موسى لم يدرك جبير بن مُطْعِم، قال البخاري:"سليمان لم يدرك أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم "٢. وقال ابن كثير - وعنه نقل صاحب (نصب الراية) ٣ -: "هكذا رواه أحمد، وهو منقطع؛ فإن سليمان بن موسى الأشدق لم يدرك جبير بن مطعم". وقال البيهقي عقب روايته:"وهو مرسل". ونقل النووي في (شرح المهذب) ٤ إعلال البيهقي له، وأَقَرَّهُ. وقال الحافظ ابن حجر:"في سنده انقطاع"٥.
قلت: وقد رُوي عن سليمان من وجه آخر ظاهره الاتصال، فقد أخرجه البزار في (مسنده) ٦، وابن حبان في (صحيحه) ٧، وابن
١ الأموي مولاهم، الدمشقي، الأَشْدَق، صدوق فقيه، في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل، من الخامسة/ م ٤. (التقريب ٢٥٥) . ٢ علل الترمذي: (١/٣١٣) ، باب زكاة العسل. (٣/٦١) . (٨/٢٨٧) . ٥ فتح الباري: (١٠/٨) . ٦ انظر: كشف الأستار: (٢/٢٧) ح رقم ١١٢٦. باب: عرفة كلها موقف. ٧ الإحسان: (٦/٦٢) ح ٣٨٤٣.