وقد ضَعَّفَ الحديث جماعة لأجل عاصم هذا: فقال ابن خزيمة عقب إخراجه إياه: "وأنا بريء من عهدة عاصم"٢. ثم نقل بعض أقوال مُضَعِّفِيه، واعتذر عن إخراجه في كتابه بأن شعبة والثوري قد رويا عنه. وقال العقيلي:"ولا يُروى بغير هذا الإسناد إلا بإسناد لَيِّنٍ". وقال الدارقطني عقب إخراجه:"عاصم بن عبيد الله غيره أثبت منه". وقال البيهقي:"عاصم بن عبيد الله ليس بالقويِّ"٣. وقال المنذري:"في إسناده عاصم بن عبيد الله، وقد تَكَلَّمَ فيه غير واحد"٤. وقال ابن حجر:"وفيه عاصم بن عبيد الله، وهو ضعيف"٥. وعَلَّقَهُ البخاري في (صحيحه) ٦ بصيغة تمريض، فقال:"ويذكر عن عامر بن ربيعة ... ".
وقد انفرد الترمذي - رحمه الله - بتحسينه، فقال:"حديث حسن". ويبدو أن ابن القطان يوافقه على ذلك؛ حيث قال:"وهو حديث يرويه الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، وعاصم مختلف فيه، فبحق قيل فيه: حسن"٧. وقال ابن الملقن: "إنما لم يصححه - يعني الترمذي -؛ لأن
١ الثقات: (بترتيب الهيثمي) : (ص٢٤١) . ٢ صحيح ابن خزيمة: (٣/٢٤٨) . ٣ السنن: (١/٢٧٢) . ٤ مختصر السنن: (٣/٢٤١) . ٥ التلخيص الحبير: (١/٦٨) . ٦ انظر: فتح الباري مع البخاري: (٤/١٥٨) ك الصوم، باب سواك الرطب واليابس للصائم. ٧ بيان الوهم والإيهام: (٣/٤٤١) ح ١١٩٦.