كتاب ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها

من كتاب الصلاة - ١٤ ـ باب من ترك القصر في السفر - ج: 2 - ص: 329

وقد نقل ابن الملقن مثل هذا الجواب عن بعض شيوخه، ثم رَدَّهُ بقوله: "وتَمَحَّلَ بعض شيوخنا الحفاظ في الجواب عن هذا الإشكال ... "١.

وقد أَعَلَّ بعضهم هذا الحديث بـ"العلاء بن زهير"، فقال ابن التركماني٢:"قال فيه ابن حبان: يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، فَبَطَلَ الاحتجاج به"٣.

ولكنَّ ذلك مردودٌ؛ فإن يحيى بن معين قال فيه: "ثقة"٤. وقال عبد الحق: "ثقة مشهور"٥. حتى إنَّ ابن حبان نفسه ذكره في (الثقات) ٦ فتناقض بذلك. قال الذهبي رحمه الله: "قلت: العبرة بتوثيق يحيى"٧.

وأَعَلَّهُ ابن حزم بجهالة العلاء بن زهير هذا، فقال: "لم يروه غيره، وهو مجهول" وقال قبل ذلك عن هذا الحديث: "لا خير فيه"٨. كذا قال ابن حزم!

وردَّ عليه ابن الملقن رحمه الله، وأثبت معرفة عينه وحاله، ثم نقل ردَّ عبد الحق عليه، إذ قال: "وقول ابن حزم: لا خير فيه. جهل منه بالآثار". قال: "ودعواه جهالة العلاء غلطٌ، بل هو ثقة مشهور، روى عنه

---

١ البدر المنير: ج ٣ (ق ١٥٣/ب) .
٢ في الجوهر النقي: (٣/١٤٢) .
٣ انظر: المجروحين: (٢/١٨٣) .
٤ الجرح والتعديل: (٣/١/٣٥٥) .
٥ تهذيب التهذيب: (٨/١٨١) .
(٧/٢٦٥) .
٧ الميزان: (٣/١٠١) .
٨ المحلى: (٤/٢٦٩) .