(١) قلتُ: لا ريب أنَّ رؤيا الأنبياءِ عليهم الصَّلاة والسَّلام حقٌّ، فاختلفَ النَّاسُ في قولهِ: "إن يَكُن هذا ... " إلخ، فذهبَ القَسْطَلَّاني إلى أَنَّ مُرَادَهُ إنْ تَكُنْ هذه الرُؤْيَا على وجْهِهَا، بأنْ لا تَحْتَاج إلى تعبير وتفسيرٍ، فيُمضِيها اللهُ وُينْجِزُها، فالشَّكُ عائدٌ إلى أَنَّها رُؤْيَا على ظَاهِرَها، أو تَحْتَاجُ إلى التفسيرِ، اهـ. قلت: قال القُرطبي: قد تَقَرَّرَ أَنَّ الذي يَرَى في المنام أمثلةً للمرئياتِ، لا أَنْفُسِها، غَيْرَ أَنَّ تلك الأمثلةَ تارةً تقعُ مطابِقَةً، وتارةً يقعُ معناها، فَمِنَ الأوَّل: رؤياهُ - صلى الله عليه وسلم - عائشةَ، وفيه: "فإذا هي أَنْتِ" فأخبر أنَّه رَأَى في اليقظة ما رَآهُ في نَومِهِ بعينِهِ، ومِنَ الثاني: رُؤيا البقر التي تُنحر ... " إلخ، كذا في "الفتح"، في بحثِ رُؤيةِ النبي - صلى الله عليه وسلم -. ونُقِلَ عن القاضي أجوبةً: منها: ما ذكرنا، وأَرْضَاها عندي أَنَّه أتى بصورةِ الشَّكِ، وهو نوع من البديع يسمى بتجاهل العارِف، اهـ.