وفي ذَيْلهِ حكايةٌ (١) عن أبي بكر الجَصَّاص عن الحافظ في «الفتح»: أن شيخًا من مشايخ الطريقة حُبِسَ في زمانه، فعلَّمه النبيُّ صلى الله عليه وسلّم في المنام أن يَدْعُوَ بهذا الدعاء، فدعا به، فأُرْسِلَ.
(١) قلتُ: وفي "الفتح": قال ابن بطال: حدَّثني أبو بكر الرازي -هو الجصَّاص- قال: كنتُ بآصْبَهَان عند أبي نُعَيْم أكتبَ الحديثَ وهناك شيخٌ يُقَالُ له: أبو بكر بن علي، عليه مدارُ الفُتْيَا. فَسُعِي به عند السلطان، فسُجِنَ. فرأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام، وجبرائيل عن يمينه يُحَرِّكُ شفتيه بالتسبيح، لا يَفْتُرُ. فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: قل لأبي بكر بن عليّ: يدعو بدعاء الكَرْب الذي في "صحيح البخاري" حتى يفرِّجَ اللهُ عنه. قال: فأصبحتُ، فأخبرتُه، فدعا به، فلم يَكُنْ إلَّا قليلًا حتَّى أُخْرِجَ اهـ: ص ١١٥ - ج ١١. قلت: ولعل الشيخَ نقل تلك الحكاية، لكونها دالَّةً على مَنقَبَة الرازي، وهو حنفيٌّ. ثم إن قلتَ: إنه ليس في دعاء الكَرب كلمة دعوةٍ، بل هو ذكرٌ، فَيَكْفِيك في جوابه ما أنشده أُمَيَّة بن أبي الصَّلْت، كما في "الفتح": أأذَكرُ حاجتي، أم قد كَفَاني ... حِبَاؤك، إنَّ شيمتَكَ الحِبَاءُ؟ إذا أئْنَى عليك المرءُ يومًا ... كفاه من تعرُّضك الثناءُ