٦٦٥٠ - قوله:(مَنْ حَلَفَ، فقال في حَلِفِهِ: باللَّاتِ والعُزَّى)، أي لكونه حديثَ عهدٍ بالجاهلية، فجرى على لسانه بعد الإِسلام ما كان اعتادَ به في الجاهلية، فَلْيَقُل: لا إلهَ إلَّا الله، تلافيًا لِمَا سَبَقَ منه.
٦٦٥٠ - قوله:(ومَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ)، وقد مرَّ من الطحاويِّ: أنَّ المرادَ من التصدُّق تصدُّقُه بما حَصَلَ من المقامرة.
٦ - باب مَنْ حَلَفَ عَلَى الشَّىْءِ وَإِنْ لَمْ يُحَلَّفْ
٧ - باب مَنْ حَلَفَ بِمِلَّةٍ سِوَى مِلَّةِ الإِسْلَامِ
وَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ حَلَفَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ». وَلَمْ يَنْسُبْهُ
(١) قال الخطَّابيُّ: فيه دليل على أنَّ الحالفَ باللَّاتِ لا يَلْزَمُه كفَّارةُ اليمين، وإنما يَلْزَمُه الإِنابةُ والاستغفارُ. وفي معناها إذا قال: أنا يهوديٌّ، أو نصرانيٌّ، أو بريءٌ من الإِسلام إن فَعَلْتَ كذا، وكذا، وهو قولُ مالكٍ، والشافعيِّ، وأبي عُبَيْد. وقال النَّخَعِيُّ، وأبو حنيفة، وأصحابُه: إذا قال: هو يهوديُّ إن فعل كذا، فَحنِثَ، كان عليه الكفَّارةُ. وكذلك قال الأوزاعيُّ، وسفيانُ الثوريِّ. وقولُ أحمد بن حنبل، وإسحاق بن رَاهُوَيه، نحو ذلك. وقوله: "من قال لصاحبه: تعال أُقَامِرُك، فليتصدَّق"، معناه فليتصدَّق بقدر ما جعله حَظْرًا في القمار، اهـ: ص ٤٥ - ج ٤، "معالم السنن". قلتُ: أمَّا كلامُ الطحاوي في "مشكله"، فقد ذكرنا نصَّه فيما مرَّ. بقي ما ذكره الخطَّابيُّ في قوله: هو يهوديٌ إن فعلت كذا. فلنا فيه خلافٌ، لِمَا ذَكَرَة ابن رُشْدٍ أنَّ من رأى أنَّ الأَيْمَانَ تَنْعَقِدُ بكل ما عظم الشرعُ حرمتَه، قال: فيها الكفَّارةُ، لأن الحَلِفَ بالتعظيم كالحَلِفِ بتركِ التعظيم، وذلك أنَّه كما يجب التعظيمُ يجب أن لا يُتْرَكَ التعظيمُ. فكما أن من حَلَفَ بوجوب حقِّ الله عليه لَزِمَه، كذلك من حَلَفَ ترك وجوبه لَزِمَه. اهـ: ص ٣٥٠ - ج ٢ "بداية المجتهد".