٣٨٣٠ - قوله:(لَمْ يَكُنْ عَلَى عَهْدِ النبيِّ صلى الله عليه وسلّم حَوْلَ البيتِ حَائِطٌ، كَانُوا يُصَلُّونَ حَوْلَ البيتِ حتَّى كان عُمَرُ (١) حَائِطًا)، ولذا قلتُ فيما مرَّ: إنه لم يَكُنْ في عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلّم مسجدٌ غير البيت المطاف. وحينئذٍ أين يقع توسيع البخاريِّ في تراجمه في باب أحمام المساجد.
(١) أخرج الحافظُ، من رواية الإِسماعيلي: أن أوَّل من جعل الحائط على البيت عمر. قال عُبَيدُ الله: وكان جدارُهُ قصيرًا حتى كان زمنُ ابن الزُّبَيْرِ، فزاد فيه. وذَكَرَ الفاكهي: أن المسجدَ كان مُحَاطًا بالدور على عهد النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأبي بكرٍ، وعمرَ، فضاق على الناس، فوسَّعه عمر، واشترى دورًا فَهَدَمَهَا، وأَعطَى من أَبَى أن يَبِيعَ ثمنَ داره. ثُمَّ أَحَاطَ عليه بجدارٍ قصيرٍ دون القامة، ورفع المصابيحَ على الجُدُرِ. قال: ثُمَّ كان عثمانُ، فزاد في سَعَتِهِ من جهات أُخَر. ثم وسَّعه عبدُ الله بن الزبَيْرِ، ثم أبو جعفر المنصور، ثم ولده المهدي. قال: ويُقَالُ: ابن الزُّبيرِ سَقَفَهُ، وسَقَفَ بعضَه، ثم رفع عبد الملك بن مروان جدرانه، وسقفه بالسَّاج. وقيل: بل الذي صَنَعَ ذلك ولدُه الوليد، وهو أثبتُ، وكان ذلك سَنَةَ ثمانٍ وثمانين. اهـ "فتح الباري".