(١) قال الحافظُ ابن القيِّم: سألتُ شيخَ الإِسلام ابن تَيْمِيَة عن معنى دعاء النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهُمَّ طهِّرني من خطاياي بالماء، والثلج، والبَرَدِ". وفي لفظٍ آخر: "والماء البارد". وكيف تُطَهَّرُ الخطايا بذلك؟ والحارَّ أبلغُ في الإِنقاء؟ فقال: الخطايا تُوجبُ للقلب حرارةً، ونجاسةً، وضَعْفًا. فإنَّ الخطايا بمنزلة الحطب الذي يَمُدُّ النار ويُوقِدُها. ولهذا كلَّما كثُرَت الخطايا اشتدت نارُ القلب، وضَعْفُه. والماءُ يَغْسِلُ الخبث، ويُطْفِىءُ النارَ. فإن كان باردًا، أوْرَثَ الحسمَ صلاةً وقوَّةً. فإن كان معه ثلجٌ وبَرَدٌ، كان أقوى في التبريد، وصلابةِ الجسمِ وشدَّتِهِ، فكان أذهبَ لأثر الخطايا. هذا معنى كلامه، وهو محتاجٌ إلى مزيد بيان وشرح. كذا في "إغاثة اللهفان".