﴿وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ ولا يحصل من ولايته إلَّا الضَّلالُ عن طريق الحقِّ أو الجَنَّةِ، والهدايةُ إلى عذاب النَّار، بإغوائه وإغرائه إلى ما يؤدِّي إليه وحمله عليه؛ أي: يلزمه ذلك كأنَّه كُتِبَ عليه إضلال (١) مَن يتولَّاه؛ لأنَّه مجبول عليه.
وقرئ: ﴿فَأَنَّهُ﴾ بالفتح (٢) على أنَّه مبتدأ محذوف الخبر؛ أي: فحقٌّ أنَّه يضلُّه، أو خبرُ مبتدأ محذوف؛ أي: فشأنُه (٣) أنَّه يضلُّه، ولا وجه للعطف إلَّا أنْ يُجعَلَ الضَّمير للمجادِل و ﴿مَنْ تَوَلَّاهُ﴾ خبر (أنَّ)، وجاز على هذا أن يكون الضَّمير في ﴿عَلَيْهِ﴾ له أيضاً.
(١) في (ف) و (ك): "الضلال". (٢) وهي قراءة الجمهور، وقرأ: (فإنه) الأعمش، ورويت عن أبي عمرو في غير المشهور عنه. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩٤)، و"المحرر الوجيز" (٤/ ١٠٧)، و"البحر المحيط" (١٥/ ٣١٠). (٣) في (ف): "شأنه". (٤) انظر: "الكشاف" (٣/ ١٤٤)، و"المحرر الوجيز" (٤/ ١٠٧).