﴿وَمِنَ النَّاسِ﴾ لا يخفى ما في هذا التَّعبير من التَّحقير بشأنه؛ حيث نزَّله بمنزلة مَن احتاج إلى الإخبار عنه بأنَّه من جنس الإنس.
﴿مَنْ يُجَادِلُ﴾: مَن يخاصِمُ خُصومةً شديدةً.
﴿فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ نزلَتْ في النَّضر بن الحارث، وكان جَدِلاً يقول: الملائكة بنات الله تعالى، والقرآن أساطير الأولين، ولا بعْثَ بعد الموت (١).
وهي عامَّة في كلِّ مجادلٍ لا يرجعُ إلى علمٍ.
﴿وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ﴾ في جداله وسِيرته، والمَرِيدُ: المتجرِّدُ للفسادِ.
وقرئ:(إنَّه) بالكسر (٢)، على حكاية المكتوب، أو إضمار القول، أو تضمينِ الكتب معناه.
﴿فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ﴾ خبر لـ ﴿مَنْ﴾، أو جواب له.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٤٥٩) عن ابن جريج، وذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٤/ ٦) عن ابن عباس ﵄. (٢) نسبها ابن عطية في "المحرر الوجيز" (٤/ ١٠٧) إلى أبي عمرو، وتعقبه أبو حيان في "البحر المحيط" (١٥/ ٣١٠) بقوله: وليس مشهوراً عن أبي عمرو.