﴿أَمْ حَسِبْتَ﴾: بل أحَسِبْتَ ﴿أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ﴾ الكهف: الثُّقْب المتَّسع في الجبل، وما لا يتَّسع منه فهو غار. ذكره القرطبيُّ (١).
والرَّقيم: اسمُ الجبل، أو الوادي، أو القرية (٢)، أو الكلب، أو لوحٌ رُقِمَتْ فيه أسماؤهم وجُعِلَتْ على باب الكهف.
وقيل: الرَّقيم: أصحاب الغار الذي انطبق عليهم فذكرَ كلُّ واحدٍ منهم (٣) أصلحَ عمله، وفي هذا خبر معروف أُخْرِج في "الصحيحين"(٤).
وقال قومٌ: أخبر الله عن أصحاب الكهف، ولم يخبر عن أصحاب الرَّقيم بشيء.
﴿كَانُوا﴾ في بقائهم أحياءً مدَّةً مديدة بلا غذاء.
﴿مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾؛ أي: أحسبْتَ أنَّ أصحاب الكهف والرَّقيم كانوا مِنْ بينِ (٥) آياتنا عجبًا؟ فليس كذلك، بل كلُّ آياتنا عجبٌ، وفي آياتنا ما هو أعجب منهم.
وقال القشيريُّ: أزال موضع الأعجوبة من أوصافهم حيث أضافه إلى نفسه بقوله: ﴿مِنْ آيَاتِنَا﴾، فقلبُ (٦) العادة من اللّه ليس بمستبدَعٍ (٧).
* * *
(١) انظر: "تفسير القرطبي" (١٣/ ٢١١)، وفيه: (النقب المتسع … ). (٢) "أو القرية" زيادة من (م). (٣) "منهم" سقط من (ك). (٤) رواه البخاري (٢٢٧٢)، ومسلم (٢٧٤٣)، من حديث ابن عمر ﵄. (٥) "بين" زيادة من (ك). (٦) في (ك): "وتعليب"، وفي (م): "ونقليب"، وفي (ف): "وتغليب". والمثبت من "لطائف الإرشادات". (٧) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٣٧٨).