للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ استوى (١) عليه بالتأثير في إيجاد الأشياء بإثباتِ صورها عليه قصداً مستوياً (٢) من غير أن يَلويَ إلى شيء آخَرَ، فهو شأنه الذي عليه كلَّ يوم.

ولمَّا ذكر الاستواء على العرش وهو إخبارٌ عن نَفاذ أمره وكمالِ ملكه واطِّرادِ تدبيره، بيَّن ذلك في عِيَانٍ فقال:

﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ﴾؛ أي: يغطِّيه به، ولم يَذكر عكسَه لا لأن اللفظ يحتملُهما إذ لا بد من إرادة أحدهما على التعيين، بل للعلم به.

﴿يَطْلُبُهُ حَثِيثًا﴾ من الحثِّ، وهو الحمل على السرعة، حالٌ من ﴿اللَّيْلَ﴾ تقديره: حاثًّا، أو من ﴿النَّهَارَ﴾ وتقديره: محثوثاً، ويجوز أن ينتصِب نعتاً لمصدرٍ محذوف؛ أي: طلباً حثيثاً؛ أي: حاثاً أو محثاً (٣).

والمرادُ من طلبِ الليلِ النهارَ: تَعاقُبُه اللازم، فكأنه طالبٌ له لا يدركه، بل هو في أثره بحيث يكاد يدركه.

﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ﴾ عطف على ﴿السَّمَاوَاتِ﴾.

﴿مُسَخَّرَاتٍ﴾ حالٌ منها ﴿بِأَمْرِهِ﴾ متعلِّق بـ ﴿مُسَخَّرَاتٍ﴾.

وقرئ كلُّها بالرفع على الابتداء والخبر (٤).


(١) في (ك): "استولى".
(٢) "مستويا" ليست في (ف).
(٣) انظر: "البحر" (١٠/ ١٢٠)، وفيه: (حاثا أو محثوثا)، وهو الصواب، وقد وقع في بعض نسخه مثل ما هنا: (أو محثا) كما نبهنا عليه في حاشيته.
(٤) هي قراءة ابن عامر. انظر: "التيسير" (ص: ١١٠).