﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي﴾؛ أي: ليس ربُّكم وحافظُكم ومدبرِّكُم ما عبدتُموه من الأصنام والكواكب والملائكة والجن والإنس (١)، بل كلُّ ذلك مربوبٌ ومخلوقٌ ومحتاجٌ إلى مدبِّر وحافظ، بل ربُّكم وحافظكم الله (٢) الذي ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ وما بينهما على ما بيَّنه في موضعٍ آخر، جعل الخبر موصولاً بناءً على كون ذلك معهوداً عند السامع، ومفروغاً من تحقيق النسبة والعلم به.
﴿فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾ في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة ﵁ قال: "أخذ بيدي رسول الله ﷺ فقال: خلق الله ﷿ التربةَ يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق الظلمة يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثَّ فيها الدوابَّ يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة آخِرَ الخلق في آخِرِ ساعة من ساعات يوم الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل"(٣).
والمراد من اليوم: مقدار دورة العرش من الزمان (٤).
(١) "والإنس": ليست في (م) و (ك). (٢) في (م): "الله وخالقكم". (٣) رواه مسلم (٢٧٨٩)، ورواه أيضاً الإمام أحمد في "المسند" (٨٣٤١)، وانظر في حواشيه كلام العلماء في هذا الحديث، وأن الأصح فيه أنه من كلام كعب الأحبار. وقد نبه الآلوسي إلى إشكال فيه من حيث المعنى فقال في "روح المعاني" (٩/ ١٣٥): (ولا يخفى أن هذا الخبر مخالف للآية الكريمة، فهو إما غير صحيح - وإن رواه مسلم - وإما مؤول). (٤) ليته ذكر ما هو البرهان الذي استدل به على هذا الكلام.