للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إليهم بـ (هؤلاء) معيِّرين لرؤساء الكفرة، قالوا لهم إخباراً من الله تعالى ملتفِتينَ إليهم: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ﴾.

وقرئ: (أُدْخِلوا) على البناء للمفعول، وقرئ: (دَخَلوا) على الاستئناف، والتقدير: أُدخلوا - أو: دَخَلوا - مقولاً لهم (١).

﴿لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ﴾ فيما يأتي ﴿وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ على ما فات، وفيه تعريض لأصحاب النار بأنهم يحزنون.

* * *

(٥٠) - ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾.

﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ﴾؛ أي: الكفارُ على ما ستقف عليه.

﴿أَصْحَابَ الْجَنَّةِ﴾ إن قلت: كيف النداء وبينهما حجاب؟

قلت: إن في الجنة كُوًى ينظر أهلها منها إلى أهل النار.

﴿أَنْ أَفِيضُوا﴾ من الفيض وهو السيلان عن الامتلاء، ولمَا فيه من معنى الإحسان قالوا:

﴿عَلَيْنَا﴾؛ أي: أحسِنوا علينا مما ازداد منكم ﴿مِنَ الْمَاءِ﴾ فلا دلالة فيه على أن الجنة فوق النار.

﴿أَوْ مِمَّا﴾ من فضلةِ ما ﴿رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾ من نوعٍ آخَر من جنس المشروب، وإنما خصّهم بالطلب لمَا بهم من غلبة العطش وشدة الحرارة، ولهذا أتوا بأداة التنويع، ولو


(١) انظر: "الكشاف" (٢/ ١٠٧).