للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: ﴿مَا كُنَّا﴾ بغير واوٍ (١) على أنها جملةٌ مبيِّنةٌ للأولى، وعلى القراءة المشهورة اعتراضيةٌ للتأكيد (٢).

﴿لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾ فاهتدَيْنا إلى هذا بإرشادهم، وهو كلام وارد على سبيل الاغتباط والتبجُّح بما نالوا، والسرورِ بما شاهَدوا.

﴿وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا﴾ النداءُ الدعاء (٣) على طريقةِ: يا فلان، كأنه قيل لهم: يا أيها المؤمنون.

و ﴿أَنْ﴾ هي المخفَّفة من الثقيلة، تقديره: بأنه، والضمير ضميرُ الشأن. أو المفسِّرة؛ لأنَّ النداء في معنى القول.

﴿الْجَنَّةُ﴾ صفة ﴿تِلْكُمُ﴾، وهي (٤) مبتدأٌ خبرُه ﴿أُورِثْتُمُوهَا﴾.

أو ﴿الْجَنَّةُ﴾ خبرٌ، و ﴿أُورِثْتُمُوهَا﴾ (٥) حالٌ، والعامل معنى الإشارة في ﴿تِلْكُمُ﴾؛ أي: مُورَثةً لكم، والإشارة بـ (تلك) لقصد التعظيم.

وإنما سماها ميراثاً لأنها ليست مما يُستحق بالعمل، بل هو مَحْضُ فضل الله ووعدِه على الطاعة؛ كالميراث من الميت لا يكون عوضاً مستحَقًّا عن شيء، بل هو عطيةٌ خالصة، ففيه حفظ (٦) السامع عن المتبادِر إلى الفهم من الباء السببية في قوله:


(١) وهي قراءة ابن عامر. انظر: "التيسير" (ص: ١١٠).
(٢) في (م): "لتأكيد".
(٣) في (ف): "النداء الذي".
(٤) في (م) و (ك): "ومن"، ولعلها محرفة عن المثبت، والضمير (هي) عائد على: ﴿تِلْكُمُ﴾.
(٥) في (م) و (ك): "أورثتموها".
(٦) في (ف): "خط"، وهو تحريف.