فِيمَا (١) لَمْ يَزَلْ إِلَى مَا لَمْ يَزَلْ، كَمَا نَقَلَ ذَلِكَ الثَّعْلَبِيُّ عَنْهُ [بِإِسْنَادِهِ] (٢) فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ: ١١٥] ، مَعَ قَوْلِ (٣) جَعْفَرٍ وَسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْمِلَلِ وَجَمَاهِيرِ الْعُقَلَاءِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْمِلَلِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنَّ مَا سِوَاهُ مُحْدَثٌ [كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ] (٤) ، لَيْسَ [مَعَ] (٥) اللَّهِ شَيْءٌ مِنَ الْعَالَمِ قَدِيمٌ بِقِدَمِ اللَّهِ *) (٦) .
وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ وَهِشَامُ بْنُ سَالِمٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ شُيُوخِ الْإِمَامِيَّةِ فَكَانُوا يَقُولُونَ: [إِنَّ] (٧) الْقُرْآنَ لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ (٧ وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ ٧) (٨) ، كَمَا قَالَهُ (٩) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ [سَائِرُ] أَئِمَّةِ السُّنَّةِ (١٠) (* وَلَكِنْ لَا أَعْرِفُ هَلْ يَقُولُونَ بِدَوَامِ كَوْنِهِ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ، كَمَا يَقُولُهُ أَئِمَّةُ أَهْلِ السُّنَّةِ، أَمْ
(١) ن: فِيهَا.(٢) بِإِسْنَادِهِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) . وَالثَّعْلَبِيُّ هُوَ أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّعْلَبِيُّ الْمُقْرِئُ الْمُفَسِّرُ الْوَاعِظُ الْأَدِيبُ اللُّغَوِيُّ صَاحِبُ كِتَابِ " عَرَائِسِ الْمَجَالِسِ " فِي قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَهُوَ مَطْبُوعٌ، وَ " الْكَشْفِ وَالْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ " وَهُوَ مَخْطُوطٌ، وَقَدْ تُوُفِّيَ الثَّعْلَبِيُّ سَنَةَ ٤٢٧. انْظُرْ فِي تَرْجَمَتِهِ ابْنَ خَلِّكَانَ ١/٦١ - ٦٢ ; إِنْبَاهَ الرُّوَاةِ ١/١١٩ - ١٢٠ ; بُغْيَةَ الْوُعَاةِ، ص [٠ - ٩] ٥٤ ; مُعْجَمَ الْأُدَبَاءِ ٥/٣٦ - ٣٩ ; اللُّبَابَ لِابْنِ الْأَثِيرِ ١/١٩٤ ; رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ، ص [٠ - ٩] ٨ (وَفِيهِ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ٤٣٧) ; الْأَعْلَامَ لِلزِّرِكْلِيِّ ١/٢٠٥ - ٢٠٦.(٣) قَوْلِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) فَقَطْ.(٤) مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) ، (م) .(٥) مَعَ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .(٦) مَا بَيْنَ النَّجْمَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (أ) ، (ب) .(٧) إِنَّ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) ، (ن) ، (م) .(٨) (٧ - ٧) : سَاقِطٌ مِنْ (أ) ، (ب) .(٩) أ، ب: يَقُولُهُ.(١٠) ن: وَأَئِمَّةُ السُّنَّةِ ; م: وَأَئِمَّةُ السَّلَفِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute