ثانيا: الواجب على المسلم إذا وقع بينه وبن أخيه شحناء: أن يذهب إليه، ويسلم عليه، ويتلطف له في إصلاح ذات بينهما، فإن في ذلك- أجرا عظيما، وسلامة من الإثم، فقد أخرج أبو داود عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يكون لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاثة، فإذا لقيه سلم عليه ثلاث مرات، كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه (١) » وفي (صحيح مسلم) وغيره، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعرض الأعمال في كل خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا، إلا امرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا (٢) » وإذا غلب على ظن المعتدى عليه بالسب والإيذاء أن مصالحة المعتدي تزيد في شره- وأذاه تركه اتقاء فحشه، وحفظا لكرامته، وبعدا عن الشر ودواعيه.
ثالثا: ينبغي للمسلمين أن يسعوا لإصلاح ذات البين، لا سيما بين المتخاصمين، فيرغبوهم في الصلح ويبينوا لهم فضل العفو، وما فيه من الثواب الجزيل، قال تعالى:{فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}(٣)
(١) صحيح البخاري الأدب (٦٠٧٥) ، سنن أبو داود الأدب (٤٩١٣) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٢٨) . (٢) مالك في (الموطأ) ٢ / ٩٠٨، وأحمد ٢ / ٢٦٨، ٣٢٩، ٣٨٩، ٤٠٠، ٤٦٥، والبخاري في (الأدب المفرد) ص / ١٤٨-١٤٩، برقم (٤١١) ، ومسلم ٤ / ١٩٨٧ - ١٩٨٨ برقم (٢٥٦٥) ، وأبو داود ٥ / ٢١٦ برقم (٤٩١٦) ، والترمذي ٤ / ٣٧٣ برقم (٢٠٢٣) ، وابن ماجه ١ / ٥٥٣ برقم (١٧٤٠) (٣) سورة الشورى الآية ٤٠