{وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ}(١) فتأمل كيف جعل الإيتاء لله والرسول، وجعل الحسب له وحده، فلم يقل:(وقالوا حسبنا الله ورسوله) بل جعله خالص حقه، كما قال:{إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ}(٢) فجعل الرغبة إليه وحده، كما قال:{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}(٣) فالرغبة والتوكل والإنابة والحسب لله وحده، كما أن العبادة والتقوى والسجود والنذر والحلف لا يكون إلا له سبحانه وتعالى. اهـ.
وبهذا يعلم أن ما يقوله بعض الناس عند التوبة:(تبت إلى الله والرسول) أمر لا يجوز، وكذا قولهم:(حسبنا الله والنبي) لا يجوز، بل ذلك شرك، وكذا قول بعضهم في وداع المسافر:(أستودعك الله ورسوله) ؛ لما رواه أبو داود والترمذي «عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان يقول للرجل إذا أراد سفرا: ادن مني أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا، فيقول: أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك (٤) » .
(١) سورة التوبة الآية ٥٩ (٢) سورة التوبة الآية ٥٩ (٣) سورة الشرح الآية ٨ (٤) الترمذي الدعوات (٣٤٤٣) ، أبو داود الجهاد (٢٦٠٠) ، ابن ماجه الجهاد (٢٨١٦) ، أحمد (٢/٧) .