على أن موسى لم ير ربه، فإنه لما طلب الرؤية أجابه بقوله تعالى:{لَنْ تَرَانِي}(١) ودلت السنة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يره بعينيه، ففي [صحيح مسلم] عن مسروق قال: «كنت متكئا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئا فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل: فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض، فقالت: أولم تسمع أن الله عز وجل يقول: أولم تسمع أن الله عز وجل يقول: إلى قوله: (٧) » ، الحديث (٨)
(١) سورة الأعراف الآية ١٤٣ (٢) صحيح البخاري بدء الخلق (٣٢٣٤) ، صحيح مسلم الإيمان (١٧٧) ، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٠٦٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٦/٥٠) . (٣) سورة التكوير الآية ٢٣ (٢) {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} (٤) سورة النجم الآية ١٣ (٣) {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} (٥) سورة الأنعام الآية ١٠٣ (٤) {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (٦) سورة الشورى الآية ٥١ (٥) {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} (٧) سورة الشورى الآية ٥١ (٦) {عَلِيٌّ حَكِيمٌ} (٨) البخاري [فتح الباري] برقم (٤٦١٢، ٤٨٥٥، ٧٣٨٠) ، ومسلم برقم (١٧٧) ، والترمذي برقم (٣٠٧٠) .