أن الجملة التي زادها سفيان من قِبَله هي جملة:"شماتة الأعداء"".
أقول: جلالة سفيان تمنعه أن يزيد من قبل نفسه ما يدرج في لفظ النبوة، بل إنما هي زيادة روايته على سائر الرواة، وزيادة الثقة مقبولة، وسيأتي إثبات هذه الجملة في حديث آخر من غير طُرق الصحيحين، والله أعلم.
(اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل) معنى استعاذته "من شر ما لم أعمل" مخرج على وجهين:
أحدهما: أن يبتلى به في مستقبل الزمان.
والثاني: أن يتداخله العُجْب في ذلك، ذكره التوربشتي.
وفصَّلَه الأشرف، فقال: "استعاذ من أن يعمل في مستقبل الزمان ما لا يرضاه الله؛ فإنه لا يأمن من مكر الله إلا القوم الخاسرون"، وقيل: "أن يصير معجبًا بنفسه في ترك القبائح، وسأل أن يرى ذلك من فضل الله تعالى"، نقله ميرك.
(م، د، س، ق) أي رواه: مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، عن عائشة ﵂(١).
(اللهم إني أعوذ بك من شر ما [عملت])(٢) أي: من المعاصي، أو: من الطاعة المترتب عليها الغُرور والعُجب. (ومن شر ما لم [أعمل])(٣)
(١) أخرجه مسلم (٢٧١٦) وأبو داود (١٥٥٠)، والنسائي (٣/ ٥٦)، وابن ماجه (٣٨٣٩)، وابن حبان (١٠٣١). (٢) كذا في (ب)، وفي (أ) و (ج) و (د) و (م): "عَلِمْتُ". (٣) كذا في (ب)، وفي (أ) و (ج) و (د) و (م): "أعلم".