للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشمس: ٨]، وهي الاحتراز عن متابعة الهوى وارتكاب الفجور والفواحش؛ لأن الحديث هو البيان للآية".

(وزكّها) أمر من التزكية، أي: طهرها من الذنوب ونقها من العُيُوب، (أنت خير من زكاها) فيه إيماء إلى قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٩]، وإشارة إلى أن ضمير الفاعل في "زكاها" إلى "مَنْ"؛ ليستقم "أنت خير من زكاها"، وأما إذا كان راجعًا إلى الله تعالى فيتعين أنه هو المزكي لا غير على ما هو في الحقيقة كذلك، وأن الإسناد إلى غيره مجازي.

(أنت وليّها) أي: المتصرف فيها ومُصْلحها ومربيها (ومولاها) أي: ناصرُها وعاصمُها، وقال الحنفي: "عطف تفسيري".

(اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع) أي: علم لا أعمل به ولا أعلِّمه، ولا يهذب الأخلاق والأقوال والأفعال، أو علم لا يحتاج إليه في الدين، أو لا يَرِدُ في تعلمه إذنٌ شرعيّ، وسيأتي فيه زيادة بيان.

(وقلبٍ لا يخشع) أي: لا يطمئن بذكر الله، ولا يسكن بما قدّره وقضاه، وأمره ونهاه، (ومن نفسٍ لا تشبع) أي: بما آتاه الله، حيث لا تقنع ولا تفتر عن الجمع؛ لشدة ما فيها من الحرص، أو يراد بها النهمة وكثرة الأكل، والمبالغة في حُصُول الشهوة.

(ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها) الضمير عائد إلى الدعوة واللام زائدة، وفي "جامع الأصول": "دعوة لا يستجاب"، ذكره ميرك.

وفيه: أن الاستجابة قد تتعدى باللام، كقوله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ﴾،

<<  <  ج: ص:  >  >>