ج: ما ذُكِرَ في السُّؤال من أنَّ مَن سُمِّيَ محمدًا أو أحمدَ لا يدخلُ النَّارَ يومَ القيامة، تكريمًا أو تعظيمًا للرسولِ -صلى الله عليه وسلم- غيرُ صحيحٍ، فإنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- دعا عشيرتَه الأقربينَ وأنذَرَهُم، وأمرَهُم بالتَّوحيد، وأنْ يُؤمنوا، وقال:«لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا»، فكلُّ نفسٍ بما كَسَبَتْ رهينةٌ، لها ما كسبتْ وعليها ما اكتسَبَت (١).
س: ما حكم التمسح بالجدران وقضبان الحديد عند زيارة قبر الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟
ج: المشروعُ عند زيارةِ قبرِ الرَّسولِ -صلى الله عليه وسلم- السَّلامُ عليه وعلى صاحِبَيْه، كما كان الصَّحابةُ -رضي الله عنهم- يفعلونَ ذلك، وكذلك من جاءَ بعدَهُم من التَّابعينَ وبقيَّةِ القرونِ المُفضَّلةِ ومن سارَ على نهجِهِم من أئمةِ الهُدى. وأمَّا التَّمَسُّحُ بجدرانِ الحُجْرَةِ وقُضبانِ حديدِ الشَّبابيك: فليس هذا من عملِ المسلمين، فهو بدعةٌ في الدِّين، ووسيلةٌ من وسائلِ الشِّركِ، فالواجبُ تركُهُ، والنَّهيُ عنه، والتَّحذيرُ منه (٢).
س: ما هو الفرق بين التوسل الشركي، والتوسل البدعي جزاكم الله خيرًا؟
ج: التَّوسُّلُ الشِّركيُّ: هو الذي يتقرَّبُ فيه المتوسِّلُ إلى المتوسَّلِ به بشيءٍ من أنواعِ العبادة، كالذَّبحِ والنَّذرِ والاستغاثةِ والدُّعاء، مثلَ ما كان أهلُ الجاهليَّةِ يفعلونَه، كما قالَ تعالى:{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ}، ومثلَ ما يفعلُهُ
(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٧/ ١٥٦). (٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٧/ ١٦٠).