المنكر، وتقابلونَ بِرَّهُم بالبرِّ، وتَسْتَمِيلُونَهم بالمعروفِ إلى الإسلامِ، مع بُغضِ ما هُم عليهِ من الكفرِ والضَّلال (١).
س: ما حكم الشرع في نظركم في هذه الألفاظ: (يعلم الله)(لا سمح الله)(لا قدر الله)(إرادة الله)(الله ورسوله أعلم)؟.
ج: قوله: (يعلمُ اللهُ) لا بأسَ بذلكَ إذا كان صادقًا، وقولُه:(لا سمحَ اللهُ، لا قدَّرَ الله) لا بأسَ به إذا كانَ المرادُ بذلكُ طلبَ العافيةِ ممَّا يَضرُّه، وقوله:(إرادةُ الله) إذا أرادَ بذلك أنَّ ما أصابَه من مرضٍ وفقرٍ ونحوِ ذلك هو من قدرِ اللهِ وإرادتِه الكونيَّة؛ فلا بأس، وقوله:(اللهُ ورسولُهُ أعلم) يجوزُ في حياةِ الرَّسولِ -صلى الله عليه وسلم-، أمَّا بعدَ وفاتِه فيقولُ:(اللهُ أعلمُ)؛ لأنَّ الرَّسولَ -صلى الله عليه وسلم- بعدَ وفاتِهِ لا يعلمُ ما يحدثُ بعدَ وفاته (٢). ...
س: لماذا اختلف الأئمة الأربعة في بعض الأمور الشرعية؟ هل الرسول يعرف بأن هؤلاء سيأتون بعده؟
ج: لا نعلمُ أنَّ الرَّسولَ -صلى الله عليه وسلم- يعرفُ أو لا يعرفُ أنَّ الأئِمَّةِ الأربعةِ -رحمهم الله- سيأتونَ بعده؛ لأنَّه لا يعلمُ الغيب، وإنَّما يعلمُ ما علَّمَهُ اللهُ. أمَّا أسبابُ اختلافِ العلماءِ فكثيرةٌ، منها: أنَّ كلَّ واحدٍ منهمْ لا يُحيطُ بالعلمِ كُلِّهِ؛ فقد يخفى عليه ما عَلِمَ غيرُه، وقد يفهمُ من النُّصوصِ ما
(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢/ ٦٦). (٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢/ ١٦٣).