وتارة يطلق عليه «التنزيل الكبير»، وسماه كذلك ابن القاضي في بيانه، فقال:«أرأيت» مطلقا العمل بالحذف واختاره في التنزيل الكبير» (١).
وبالرجوع إلى كتاب «التنزيل» - وهو «مختصر التبيين لهجاء التنزيل» - لم أجد هذا الاختيار، إذن فما هو المراد بالتنزيل الكبير؟ المراد به هو كتابه الكبير المسمى ب:«التبيين لهجاء التنزيل»؛ لأن الاختيار المذكور يوجد فيه كما نص عليه أبو بكر اللبيب، حيث طالعه، ونقل في شرحه على العقيلة كلام أبي داود واختياره، فقال:«وقال أبو داود في التبيين: وأنا أستحب كتب ذلك لمذهب أهل المدينة بغير ألف»(٢).
فثبت أن التنزيل الكبير هو كتابه الكبير المسمى ب:«التبيين لهجاء التنزيل».
وأحيانا كان يشير إليه بالأصل، فيقول: «وقد أشبعنا القول في ذلك في أصلنا (٣)» إلا أن الإمام الذهبي والحافظ ابن الجزري ذكراه باسم: «كتاب التبيين لهجاء التنزيل» وهو اسمه الكامل، فجاءت كلمة:«التنزيل» في موضع: «مصحف أمير المؤمنين عثمان بن عفان» تخفيفا واختصارا، لأن كلمة:«التنزيل» تعني القرآن، وهي أخف على اللسان وأوقع على السمع من قوله:«مصحف أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه».
قال الذهبي: قرأت بخط بعض تلامذة أبي داود قال: «تسمية الكتب التي صنفها أبو داود»(٤) وذكر بعضا منها.
(١) انظر: بيان الخلاف والتشهير ص ٥٤. (٢) ذكر ذلك عند قوله تعالى: مثل الجنة التي في الآية ١٦ محمد. (٣) انظر: شرح العقيلة للبيب ورقة ٢٩. (٤) سير أعلام النبلاء ١٩/ ١٦٨، معرفة القراء ٢/ ٥١٧، غاية النهاية ١/ ٣١٦.