عقل، كقولك في البيت الذي ليس فيه شيء: إنما هو هواء وهي رواية العوفي (١) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال سعيد بن جبير: تمور في أجوافهم ليس لها مكان تستقر فيه، وقال قتادة (٢): انتزعت حتى صارت في حناجرهم لا تخرج من أفواههم ولا تعود إلى أمكنتها.
وقال الأخفش (٣): جوفاء لا عقول لها، والعرب تسمي كل أجوف جاف (٤) وهواء ومنه الهواء (٥) وهو الخلاء الذي بين الأرض والسماء.
قال زهير يصف ناقة:
كأن (٦) الرجل منها فوق صعل ... من الظلمان جؤجؤه هواء
وقال حسان بن ثابت:
آلا أبلغ أبا سفيان عني ... فأنت مجوف نخب (٧) هواء
(١) أسند الطبري هذِه الآثار في "جامع البيان" ١٣/ ٢٣٩ - ٢٤٠. (٢) أسند إليهما هذِه الأقوال الطبري في "جامع البيان" ١٣/ ٢٤٠ - ٢٤١. (٣) لم أجد قوله هذا في كتابه "معاني القرآن". (٤) سقط من (ز). (٥) في الأصل: الهوى. (٦) في (ز): لأن، والصعل: الصغير الرأس والظلمان: جمع ظليم وهو ذكر النعام، والجؤجؤ: الصدر، شبه الناقة في صغر رأسها وسرعة سيرها بالنعام، يعني كأنها في سرعة سيرها تطير لخفة رأسها صدرها، والشاهد من البيت: جؤجؤه هواء أي خال وفارغ، هامش "معاني القرآن" للنحاس ٣/ ٥٤٠. (٧) طمس في الأصل، في (ز): تحت.