٤٧٣ - * روى البخاري ومسلم عن بُسر بن عبد الله قال: قال أبو إدريس الخولاني، أنه سمع حُذيفة رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني، فقلتُ: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشرٍّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرٍّ؟ قال:"نعم" قلتُ: وهل بعد ذلك الشر من خيرٍ؟ قال:"نعم، وفيه دخنٌ". قلت: وما دخنُهُ؟ قال:"قومٌ يستنون بغير سُنتي، ويهدون بغير هديي تعرفُ منهم وتُنكر" فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شرٌّ؟ قال:"نعم، دُعاةٌ على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها" فقلت: يا رسول الله، [صفهم لنا، قال:"نعم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا] " فقلت: يا رسول الله فما ترى - وفي رواية: فما تأمُرني- إن أدركني ذلك؟ قال:"تلزمُ جماعة المسلمين وإمامهم؟ " قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال: "فاعتزل تلك الفِرق كُلَّها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرةٍ، حتى يُدركك الموت وأنت على ذلك".
ولمسلم نحوه (١)، وفيه قلت: ما دخنُهُ؟ قال: قوم لا يستنون بسُنتي، وسيقوم فيهم رجالٌ قلوبهم قلوب الشياطين في جثُمان إنسٍ" قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركتُ ذلك؟ قال: "تسمع وتُطيع، وإن ضُرِب ظهرُك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع".
قال حذيفةُ: تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر.
وفي رواية أبي داود (٢) قال سُبيعُ بنُ خالدٍ: أتيتُ الكوفة في زمنٍ فُتحت تُسترُ،
٤٧٣ - البخاري (٦/ ٦١٥) ٦١ - كتاب المناقب ٢٥ - باب علامات النبوة في الإسلام. ومسلم (٣/ ١٤٧٥) ٣٣ - كتاب الإمارة ١٣ - باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين ... إلخ. (١) مسلم (٣/ ١٤٧٦) نفس الكتاب والباب. (٢) أبو داود (٤/ ٩٥) كتاب الفتن - باب ذكر الفتن ودلائلها.