١٥٣٤ - * روى أبو داود عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلًا ببوانة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ " قالوا: لا، قال:"هل كان فيها عيد من أعيادهم"؟ قالوا: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذرٍ في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم".
أقول: نص فقهاء الحنفية أن تعيين المكان والفقير والدرهم ليس بلازم، وعلى هذا فإن الذبح ببوانة يحمل الحنفية الوفاء به على الندب لا على اللزوم.
١٥٣٥ - * روى أبو داود عن عمرو بن شعيبٍ عن أبيه عن جده أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إني نذرت إن انصرفت من غزوتك سالمًا غانمًا أن أضرب على رأسك بالدف؟ قال:"إن كنت نذرت فأوفي بنذرك، وإلا فلا"، قالت: ونذرت أن أذبح لمكان كذا وكذا- مكانٍ يذبح فيه أهل الجاهلية- فقال:"هل كان بذلك المكان وثنٌ من أوثان الجاهلية يعبد؟ " قالت: لا، قال:"هل كان فيه عيدٌ من أعيادهم؟ " قالت: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أوفي بنذرك".
أقول: الضرب بالدف ليس من جنسه فريضة أو واجب وعلى هذا ففتوى الحنفية أنه لا يجب الوفاء به والأمر بالوفاء هنا محمول على الندب.
١٥٣٤ - أبو داود (٣/ ٢٣٨) كتاب الأيمان والنذور، باب ما يؤمر به من الوفاء للنذر. وإسناده صحيح. (بوانة): اسم موضع في أسفل مكى دون ياسلم. ١٥٣٥ - أبو داود (٣/ ٢٣٧) كتاب الأيمان والنذور، باب ما يؤمر به من الوفاء بالنذر. وإسناده صحيح. وأحمد (٥/ ٣٥٦). وإسناده حسن أيضًا. ومسلم (٤/ ١٩٣٥) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة، ٣٤ - باب فضائل حسان بن ثابت، رضي الله عنه.