وفي رواية (١) عن أبي هريرة قال: "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة بمائة امرأةٍ، تلد كل امرأةٍ منهن غلامًا يقاتل في سبيل الله، فقال له الملك: قل: إن شاء الله، فلم يقل، ونسي، فطاف بهن، ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان"، قال النبي صلى الله عليه وسلم "لو قال: إن شاء الله لم يحنث، وكان أرجى لحاجته".
وفي رواية نحوه (٢)، وقال:"تسعين امرأة" قال: "ولو قال: إن شاء الله، لم يحنث، وكان دركا له في حاجته" قال: "وقال مرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو استثنى" وفي رواية (٣): "سبعين امرأةٌ".
وفي أخرى (٤) قال: "كان لسليمان ستون امرأة، فقال: لأطوفن عليهن الليلة" وذكر نحوه، وفي آخره: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولو كان استثنى لولدت كل واحدة منهن غلامًا فارسًا يقاتل في سبيل الله".
وللبخاري (٥): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان ابن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأةٍ، وتسعةٍ وتسعين .... " وذكر نحوه، وفيه: "والذي نفس محمدٍ بيده، لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرسانًا أجمعون".
وله في أخرى (٦) نحوه، وقال: "على سبعين امرأة"، وفيه: "ولم تحمل شيئًا".
أقول: لا تنافي بين الروايات في ذكر أعداد مختلفة، فبعضها عبر عن الكثرة، وبعضها ذكر أزواجه فيما يبدو دون سراريه، وبعضها ذكر طوافًا على أزواج وسرارٍ.
(١) البخاري (٩/ ٢٣٩) ٦٧ - كتاب النكاح، ١١٩ - باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي. (٢) البخاري (١١/ ٦٠٠) ٨٤ - كتاب كفارات الأيمان، ٩ - باب الاستثناء في اليمين. (دركا): الدرك: اللحوق بالشيء. (٣) البخاري (٦/ ٤٥٨) ٦ - كتاب أحاديث الأنبياء، ٤٠ - باب قول الله تعالى: (ووهبنا لداود سليمان ...). (٤) مسلم (٣/ ١٢٧٥) ٢٧ - كتاب الأيمان، ٥ - باب الاستثناء. (٥) البخاري (٦/ ٣٤) ٥٦ - كتاب الجهاد، ٢٣ - باب من طلب الولد للجهاد. (٦) البخاري (٦/ ٤٥٨) ٦٠ - كتاب أحاديث الأنبياء، ٤٠ - باب قول الله تعالى: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب).