كون ذي الواو أمكن فيه من ذي الياء، فدليله الاستقراء؛ لأن أكثر ما جاء القلب في ذوات الواو، نحو: شاك، ولاث، وهار، وأينق، ثم إن القلب لما كان إنما يتصور بتقديم بعض الحروف وتأخير بعض، وكان ذلك متفاوتا كثرة وقلة، أشار المصنف إلى ما يكثر منه وما يقل بقوله: وهو بتقديم الآخر على متلوه، أكثر منه بتقديم متلو الآخر على العين، أو بتقديم العين على الفاء يعني أن تقديم الآخر على متلوه أكثر من الأمرين الآخرين، وهما: تقديم متلو الآخر على العين، وتقديم العين على الفاء. على أن قوله: أو بتقديم العين على الفاء معطوف على قوله: بتقديم متلو الآخر على العين والشيخ جعله معطوفا على قوله: بتقديم الآخر على (متلوه)(١) وهو غير ظاهر ولو كان هذا مراد المصنف لكان يقول: وهو بتقديم الآخر على متلوه، أو بتقديم العين على الفاء أكثر منه بتقديم متلو الآخر
على العين. فمثال تقديم متلو الآخر على متلوه أي: على ما قبله قولهم: راء في رأى، وكذلك هار وشاك. الأصل: هاور وشاوك، وكذلك الأوالي في الأوائل. الأصل: أواول.
وكذلك: أيامى جمع: أيم. الأصل: أيايم على وزن فياعل، وقدمت لام الكلمة التي هي الميم على ما قبلها وهي الياء، فقالوا: أيامى. وكذلك قولهم: ترائق في جمع ترقوة. الأصل: التراقي فالقلب في هذه الكلمة حصل بتقديم الحرف الزائد -
(١) التذييل (٦/ ١٩٤ ب). (٢) من الطويل لذي الرمة. انظر اللسان «وأل»، وضرائر الشعر (ص ١٩٠) والهمع (٢/ ١٥٦)، والمنصف (٢/ ٥٧)، والاقتضاب (٢/ ٢٥٩)، وملحقات ديوانه (ص ٧٤٢). يقول: تكاد أوالي الإبل أو الخيل تتشقق جلودها لما تلقى من لفح الهاجرة، أما التوالي فتكتحل بالمرو وهو الغبار الذي تثيره أرجل الأوالي. (٣) من الكامل للأجدع بن مالك. كعاب المقامر: رؤوس العظام التي يلعب بها، الشزن: الغليظ من الأرض، والمعنى: كأن أولى الخيل المغيرة قداح مقامر ضرب بها على غليظ من الأرض فتناثرت. والشاهد: في قوله: شواعي، والأصل: شوايع، فقدمت اللام على العين. وانظر: المقتضب (١/ ١٤٠)، والمنصف (٢/ ٥٧)، والمقرب (٢/ ١٩٧)، واللسان «شيع» و «شزن».