٣٧٢٣ - سادوا البلاد وأصبحوا في آدم ... بلغوا بها بيض الوجوه فحولا (٢)
فأعاد الضمير عليه مؤنثا وصرفه للضرورة، فإن لم يجعل «يهود» و «مجوس» علمين كانا جمع. يهودي ومجوسي كما تقول: روميّ وروم، وزنجيّ وزنج، ويدل على خروجهما عن العلمية إذا أريد بهما ذلك دخول اللام عليهما فتقول: اليهود والمجوس.
وثلاثة الأقسام الباقية تستعمل لما معناه مذكر ولما معناه مؤنث، فقسم تغلب فيه استعماله للمذكر وهو الحي وذلك:«قريش» و «ثقيف» و «معد» و «عاد» واستعماله للقبيلة قليل، قال الشاعر:
٣٧٢٤ - علم القبائل من معدّ وغيرها ... أنّ الجواد محمّد بن عطارد (٣)
فمنع صرفه لقصد القبيلة، وقال آخر:
(١) هذا شطر من الوافر وهو عجز لبيت صدره: أحار ترى بريقا هبّ وهنا؟ الشرح: أحار: مرخم وأصله: أحارث وهو الحارث بن التوأم اليشكري وينسب إليه الشطر المستشهد به كما في الديوان في مناظرة بينه وبين امرئ القيس، الوهن: نحو من نصف الليل أو بعد ساعة منه، ونار المجوس: مثل في الكثرة والعظم، شبه البرق المستطير بها وذاك البرق دلالة على الغيث. والشاهد في البيت: منع صرف «مجوس» على معنى القبيلة وهو الغالب الأكثر، والصرف جائز ولكنه قليل. والبيت في الكتاب (٣/ ٢٥٤)، والسيرافي (خ) (٤/ ٣٠٣)، والمقرب (٢/ ٨١)، والتذييل (٦/ ٣٧٩). (٢) هذا البيت من الكامل وهو لقائل مجهول وهو من الأبيات الخمسين التي لا يعلم قائلها. الشرح: سادوا البلاد: أي أهلها، وبيض الوجوه مشاهير الناس، والفحول: السادة. والشاهد فيه: جعل «آدم» اسما لجميع الناس فصرفه لأنه نكرة أو للضرورة. والبيت في الكتاب (٣/ ٢٥٢)، والتذييل (٦/ ٣٨١)، والهمع (١/ ١٥)، والدرر (١/ ١٠). (٣) هذا البيت من الكامل وهو لقائل مجهول وهو من شواهد الكتاب (٢/ ٢٧)، ولم ينسبه سيبويه ولا نسبه الأعلم ولكنه قال: «والممدوح محمد بن عطارد أحد بني تميم وسيدهم في الإسلام»، ومعد: هو ابن عدنان جد العرب العدنانية، والشاهد فيه: ترك صرف «معد» حملا على معنى القبيلة، والأكثر في كلامهم صرفه لأن الغالب عليه أن يكون اسما للحي. انظر الأعلم بهامش الكتاب (٢/ ٢٧)، والكتاب (هارون) (٣ / ٢٥٠) والإنصاف (ص ٥٠٥)، والتذييل (٦/ ٣٨٠)، والكامل (١/ ١٨٠).