يجوز فيه نحو: اللام والباء والكاف (١)، وذهب البصريون إلى أن ذلك موقوف على السماع يحفظ ولا يقاس عليه (٢)، قال: والذي سمع من ذلك البصريون: عليك ودونك وعندك، ومكانك وإليك، وحكى الجوهري (٣) الإغراء بلديك وأنشد:
٣٦٤٨ - يقلن وقد تلاحقت المطايا ... كذاك القول إنّ عليك عينا (٦)
وزعم الفراء أن الكسائي سمع:«كما أنت زيدا» وحكى الكسائي الإغراء بـ «بين» وذكر أنه سمع من كلامهم: «بينكما البعير فخذاه»(٧)، وليس عندي في ذلك دليل على الإغراء بـ «بين» لاحتمال أن يكون «البعير» منصوبا بفعل مضمر يفسره ما بعده؛ فتكون المسألة إذ ذاك من الاشتغال بمنزلة قولك: يوم الجمعة زيدا فاضربه، ووجه إجازة الكوفيين ذلك في كل ظرف ومجرور ما عدا ما استثني كون الظروف والمجرورات في باب «الإغراء»
معمولات لأفعال مضمرة حذفت للدلالة عليها، قالوا: وإضمار أفعال الأمر لدلالة الأحوال عليها جائز بقياس، ووجه -
(١) انظر التذييل (٦/ ٢٢٣) ومعاني القرآن (١/ ٣٢٣) وابن يعيش (٤/ ٧٤) وحاشية الصبان (٣/ ٢٠١). (٢) انظر ابن يعيش (٤/ ٧٤) والتذييل (٦/ ٢٢٣). (٣) انظر الصحاح (٦/ ٢٤٨١) (لدى). (٤) هذا البيت من الوافر وقائله كما في اللسان: ذو الرمة وانظر ديوانه (٣/ ١٥٢٣). الشرح: قوله: توقش: أي تحرك وقوله: اختبالا: الاختبال: الخبل وهو جنون أو شبهه في القلب، ورجل مخبول وبه خبل وهو مخبّل: لا فؤاد معه، والمعنى على ذلك: دع عنك الصبا واصرف ذلك إلى الهم والاختبال الذي أصاب قلبك، وروي في اللسان (واحتيالا) بالحاء المهملة والياء - وذكر أن المعنى: دع عنك الصبا واصرف همتك واحتيالك إلى الممدوح ولهذا يقول بعده: إلى ابن العامريّ إلى بلال ... قطعت بأرض معقلة العدالا والشاهد في البيت: قوله «لديك همّا» حيث أغرى بلديك فنصب ما بعده وعطف عليه قوله: واختبالا، والبيت في التذييل (٦/ ٢١٨) واللسان (وقش) و (لدى) ويروى: فعدّ عن الصّبا وعليك همّا وهي رواية الديوان (٣/ ١٥٢٣) ولا شاهد على هذه الرواية. (٥) انظر التذييل (٦/ ١٨٥). (٦) سبق الكلام عنه. (٧) انظر معاني القرآن (١/ ٣٢٣).