قال الشيخ (٤): تبع المصنف في هذا الذي قاله بعض الكوفيين، وقد قال سيبويه (٥): وأما ما كان يفعل منه مضموما فهو بمنزلة ما كان يفعل منه مفتوحا ولم يبنوه على مثال يفعل لأنه ليس في الكلام مفعل، قال الشيخ: فهذا سيبويه لم يثبت مفعلا فقد خالف كلام المصنف كلام سيبويه، ولا يخفى أن هذا الذي فعله المصنف ليس فيه مخالفة، لأن سيبويه - رحمه الله تعالى - لم يلتفت إلى الشاذ لندوره وقلة ما ورد منه فكان عنده غير معتبر.
ثم قال الشيخ (٦): «ويحتمل أن يكون الأصل: مكرمة ومعونة وميسرة ومهلكة ومألكة، وقد سمع فيه ذلك فحذفت منه الهاء شذوذا»(٧).
(١) هذا البيت من الطويل وهو لجميل بن معمر العذري (ديوانه ص ١٢٦). الشرح: بثين: مرخم، بثينة اسم حبيبته، يقول: إذا سألك الواشون عني أو عن أي شيء يرتبط بي فلا تذكري شيئا سوى كلمة «لا» فإن هذه الكلمة إن لزمتها أكبر عون لك على رد كيدهم. والشاهد فيه: قوله «معون» - بضم العين - وأصله: معون - بسكونها وضم الواو - فنقلت حركة الواو إلى الساكن قبلها، وهذا شاذ، والقياس: معان، وأصله: معون، فنقلت حركة الواو إلى الساكن قبلها ثم قلبت ألفا لتحركها بحسب الأصل وانفتاح ما قبلها بحسب الآن. وانظر البيت في إصلاح المنطق (ص ٢٢٣)، والمقتضب (٤/ ٢٩٤)، والمنصف (١/ ٣٠٨)، والمحتسب (١/ ١٤٤)، وشرح الشافية (١/ ١٦٨)، وشرح شواهدها (ص ٦٧)، واللسان (عون). (٢) سورة البقرة: ٢٨٠، وهي قراءة نافع انظر غيث النفع (ص ٩٢)، والسبعة في القراءات لابن مجاهد (ص ١٩٢) ووافق ابن محيصن نافعا (الإتحاف: ١/ ٤٥٨). (٣) هذا البيت من الرمل وهو أول قصيدة لعدي بن زيد يخاطب بها النعمان بن المنذر وكان قد حبسه. الشرح: مألكا - بفتح الميم وضم اللام - الرسالة ومعنى البيت واضح. والشاهد فيه: قوله «مألكا» بزنة «مفعل» وهو شاذ وقيل: هو جمع مألكة، ويجوز أن يكون أصله: مألكة فحذفت منه الهاء ضرورة. وانظر البيت في المنصف (١/ ٣٠٩)، (٢/ ١٠٤)، والمحتسب (١/ ٤٤، ٣٣٥)، واللسان (ألك) والخزانة (٣/ ٥٩٧) (عرضا)، وديوان عدي (ص ٩٣). (٤) انظر التذييل (٦/ ١٥٤) وقد تصرف المؤلف في نقل عبارته. (٥) انظر الكتاب (٤/ ٩٠). (٦) انظر التذييل (٦/ ١٥٥) وقد تصرف المؤلف في نقل عبارته. (٧) انظر شرح السيرافي (٦/ ١٦٨) (رسالة) والمنصف (١/ ٣٠٩).