يريد بالتّلقاء: اللّقاء، وزعم الأعلم أن هذه المكسورة الأول جاءت نادرة على الشذوذ بالكسر ومعناها التكثير (١) وهو فاسد مخالف لنص سيبويه، ومعنى البيت:
أنه أعطاه عند لقائه أكثر مما أمّل» انتهى.
ولم يبين الشيخ فساد القول بأن «التّبيان» و «التّلقاء» مصدران، وأما نص سيبويه فلم يذكره (٢). وقد حكم أبو البقاء العكبري بمصدريتهما فإنه قال (٣): وليس في المصادر المبنية على هذا البناء مكسور التّاء، إلا التّبيان والتّلقاء، ثم قال أبو البقاء: فأما الأسماء التي جاءت على هذا البناء فمكسورة التاء نحو: التّمثال والتّمساح (٤) والتّجفاف (٥).
وأما «الفعّيلى» فمثاله (٦)«الدّلّيلى» و «الهزّيمى» و «المكّيثى» و «الحضّيضى» و «الخصّيصى» و «الحجّيزى» و «الخلّيفى»(٧) و «الهجّيرى»(٨) و «الرّبّيثى»(٩) و «الفخّيرى» و «المنّينى» قال الشيخ بعد ذكر هذه الأمثلة (١٠):
وهو بناء يدل على التكثير في المصدر، وقول المصنف: إنه يغني عن التّفعيل، ليس بجيد، لأن هذه المصادر لم تجر على «فعّل» - بتشديد العين - وإنما هي من «فعل» الثلاثي نحو: دلّ، وهزم، ومكث، [وحضّ]، وخصّ، [وحجز، وخلف، -
- التلقاء والتبيان. وانظر البيت في شرح السيرافي (٦/ ١٥٥) (رسالة)، وابن السيرافي (١/ ٢٩٥، ٢٩٦)، وديوان الراعي (ص ١١٣). (١) انظر شواهد الأعلم بهامش كتاب سيبويه (٢/ ٢٤٥) (بولاق). (٢) انظر نص سيبويه في الكتاب (٤/ ٨٤)، وانظر شرح الشافية (١/ ١٦٧)، وقال ابن يعيش (٦/ ٥٦) «وليس في المصادر تفعال - بكسر التاء - إلا هذين المصدرين وما عداهما تفعال بالفتح». (٣) انظر التبيان (ص ٥٧١، ٥٧٢) وقد تصرف المؤلف في نقله. (٤) التّمساح: خلق على شكل السّلحفاة إلا أنه ضخم قويّ طويل. والتّمساح من الرّجال: المارد الخبيث وقيل: الكذّاب. انظر اللسان (مسح). (٥) التّجفاف: الذي يوضع على الخيل من حديد أو غيره في الحرب. اللسان (جفف). (٦) انظر الكتاب (٤/ ٤١)، وابن يعيش (٦/ ٥٦)، وشرح الشافية (١/ ١٦٨). (٧) الخلّيفى: كثرة تشاغله بالخلافة وامتداد أيّامه فيها. انظر الكتاب (٤/ ٤١)، واللسان (خلف). (٨) الهجّيرى: كثرة الكلام والقول بالشّيء. الكتاب (٤/ ٤١)، وانظر اللسان (هجر). (٩) الرّبّيثي: من التّربّث تقول: وفعل ذلك له ربّيثى وربيثه أي خديعة وحبسا. انظر اللسان (ربث)، والممدود والمقصور (ص ٣٨). (١٠) التذييل (٦/ ١٣٨) (رسالة).