وأما «فعلل» فإن مصدره جاء على «فعللى» كـ «قهقرى»(١) و «قرطبى» يقال: قرطبى: القرطبى إذا زلق فوقع على فقار ظهره (٢)، وجاء أيضا على «فعللاء» مثاله: قرفص القرفصاء، قال الشاعر:
قال الشيخ (٤): «وقد تعرض المصنف في هذا الباب لبعض المصادر الخارجة عن القياس في ما زاد فعلها على ثلاثة أحرف، ونحن نذكر من ذلك جملة».
- ثم ذكر من مصادر «أفعل» فعالا نحو: «أنبت نباتا»(٥)، و «أعطى عطاء» وفعلا كـ «أقرض قرضا» و «أغلق غلقا» وفعلى وفعلى نحو: «أفتى فتيا وفتوى» و «أبقى عليه بقيا وبقوى» و «أرعى عليه - بمعنى أبقى عليه - رعيا ورعوى» و «أعدى عدوى»(٦).
و «فعيلة» نحو: «آلى أليّة»(٧)، و «فعلة» نحو: «أطاق طاقة» و «أجاب -
(١) القهقرى: مشية إلى خلف. انظر المنقوص والممدود للفراء (ص ١٥، ١٦)، والممدود والمقصور للوشاء (ص ٣٩) واللسان (قهقرى). (٢) انظر اللسان (قرطب). (٣) هذا البيت من الوافر وهو لقائل مجهول. الشرح: «القرفصاء» ضرب من القعود يمد ويقصر، فإذا قلت: قعد فلان القرفصاء، فكأنك قلت: قعد قعودا مخصوصا وهو أن يجلس على أليتيه ويلصق فخذيه ببطنه ويحتبي بيديه يضعهما على ساقيه كما يحتبي بالثوب تكون يداه مكان الثوب، وقال أبو المهدي: هو أن يجلس على ركبتيه منكبّا ويلصق بطنه بفخديه ويتأبط كفيه وهي جلسة الأعراب. انظر اللسان (قرفص) وتنساح: أي تميل. والشاهد: في «قرفصاء» حيث إنه جاء مصدرا على فعللاء لفعلل. والبيت في تاج العروس للزبيدي (قرفص) (٤/ ٤٣١)، والتذييل والتكميل (٦/ ١٣٢). (٤) انظر التذييل والتكميل (٦/ ١٣٢). (٥) قيل إن نبات في الحقيقة مصدر نبت وقد جرى على أنبت وهو ظاهر مذهب سيبويه. انظر الكتاب (٤/ ٨٢)، وابن يعيش (١/ ١١١). (٦) أعداه من علّته وخلقه وأعداه به جوّزه إليه، والاسم من كل ذلك العدوى، والعدوى: طلبك إلى وال ليعديك على من ظلمك أي ينتقم منه، والعدوى: النّصرة والمعونة، وأعداه عليه: نصره وأعانه. انظر اللسان (عدا). (٧) أليّة: بزنة «فعيلة» من آلى على الشّيء: إذا أقسم. انظر اللسان (ألا).