فعلال او فعللة لفعللا ... واجعل مقيسا ثانيا لا أوّلا
وقد نص سيبويه (١) على أن مصدر «فعلل» الذي لا ينكسر يجيء على مثال:
فعللة، وكذلك الملحق به، قالوا (٢): ولكنه - يعني مثال فعلال - كثر في المضاعف كـ «الزّلزال» و «القلقال»(٣) ولم يسمع «دحراج»(٤).
وقول المصنف: وفتح [أول] هذا إلى آخره. يريد به أن فتح أول هذا المصدر الذي هو بكسر الأول وزيادة ألف قبل الآخر كـ «السّرهاف» إن كان كالزّلزال أي: إن كان مضاعفا كـ «الصّلصال»(٥) و «القلقال» ونحوهما يجوز فيه الفتح (٦) أي: فتح المكسور وهو الأول فيقال: زلزلة، وصلصلة وقلقلة، وزلزال، وصلصال، وقلقال، بالكسر والفتح، والغالب أن يراد به حين يفتح أن نحو: الصّلصال يكون في معنى: المصلصل (٧)، والقضقاض يكون في معنى المقضقض أي: الكاسر (٨)، والوسواس يكون في معنى: الموسوس، والقبقاب يكون في معنى: المقبقب (٩).
(١) انظر الكتاب (٤/ ٨٥) وقال: «وإنما ألحقوا الهاء عوضا من الألف التي تكون قبل آخر حرف وذلك ألف زلزال». (٢) انظر ابن يعيش (٦/ ٤٩)، وشرح لامية الأفعال (ص ١٢٨)، وشرح الشافية (١/ ١٧٨)، وقيل: إنه قياس مطلقا انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص ٤٣٧)، وانظر حاشية الخضري على ابن عقيل (٢/ ٣٢). (٣) هو مصدر قلقل الشّيء أي: حرّكه فتحرّك اضطّرب. انظر اللسان (قلل). (٤) انظر ابن يعيش (٦/ ٤٩)، وحاشية الخضري (٢/ ٣٢)، وحاشية ابن جماعة على الجاربردي (ص ٦٩) وظاهر كلام ابن الحاجب أنه مسموع انظر شرح الشافية (١/ ١٧٧)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٤٣٧)، وانظر اللسان (دحرج). (٥) الصّلصلة: صوت الحديد إذا حرّك. اللسان (صلل). (٦) قال سيبويه في الكتاب: (٤/ ٨٥): «وقد قالوا الزّلزال والقلقال ففتحوا كما فتحوا أول التّفعيل فكأنّهم حذفوا الهاء وزادوا الألف في الفعللة» وقال ابن السّكّيت: «إذا فتحته فهو اسم وإذا كسرته فهو مصدر نحو قولك: زلزلته زلزالا شديدا وقلقلته قلقالا شديدا» إصلاح المنطق (ص ٢٢١). (٧) يعني يراد به الاسم والمصلصل: المصوّت. انظر اللسان (صلل)، وإصلاح المنطق (ص ٢٢١). (٨) أي: يكون اسما. انظر اللسان (قضض). (٩) أي يكون اسما والمقبقب: المصوّت، قبقب أي: صوّت، والقبقاب: الجمل الهدّار. انظر اللسان (قبب).