وقد يجيء للصّيرورة: نحو: «احلولى الشّيء»، إذا صار حلوا (١)، و «احقوقف الجسم» إذا صار أحقف أي: منحنيا (٢).
وقد يوافق «استفعل» في الدلالة على إلفاء الشّيء بمعنى ما صيغ منه: كقوله:
٣٥٧٢ - ... واحلولى دماثا يرودها (٣)
أي: وجدها حلوة، فاستعمل «احلولى» استعمال «استحلى» فتعدّى إلى مفعول به، ومنه قول الشاعر:
٣٥٧٣ - لو كنت تعطي حين تسأل سامحت ... لك النّفس واحلولاك كلّ خليل (٤)
أي: استحلاك، ويأتي «احلولى» لازما، يقال: حلا الشّيء واحلولى بمعنى واحد (٥)، واستعماله بمعنى صار حلوا
أشهر، ومنه في خطاب الدنيا: «ولا تحلولي -
(١) في اللسان (حلا): «الحلو: نقيض المرّ والحلاوة ضدّ المرارة، والحلو كلّ ما في طعمه حلاوة»، وانظر شرح المفصل للرازي (٣/ ٤٣٩) (رسالة). (٢) في اللسان (حقف): الحقف من الرّمل: المعوج وجمعه أحقاف وحقوف وحقاف وحقفة ومنه قيل لما اعوجّ: محقوقف. (٣) البيت لحميد بن ثور الهلالي وأوله (ديوانه ص ٧٣): فلمّا أتى عامان بعد انفصاله ... عن الضّرع واحلولى دماثا يرودها والبيت من الطويل. الشرح: احلولى: استمرأ واستطاب، والدّماث: جمع دمث - بالفتح - وهو السهل من الأرض الكثير النبات، يرودها: يجيء فيها ويذهب. والمعنى: يذكر ولد ناقة مضى عامان بعد فصاله. والشاهد: في تعدية «احلولى» وهي على زنة «افعوعل». انظر الكتاب (٢/ ٢٤٢)، (٤/ ٧٧) (هارون)، والمنصف (١/ ٨١). (٤) هذا البيت من الطويل وبعده: أجل لا ولكن أنت ألأم من مشى ... وأسأل من صماء ذات صليل الشرح: سامحت: أي: وافقت على المطلوب، واحلولاك استحلاك. والشاهد فيه: مجيء «احلولى» بمعنى: استحلى متعديا إلى المفعول به، وانظر البيت في المحتسب (١/ ٣١٩)، واللسان (سمح)، والمنصف [وروايته فلو] (١/ ٨٢)، وكذا رواية تاج العروس (١٠/ ٩٥) (حلو) ورواية البيت في جميعها على الخرم يحذف أول «فعولن»، وفي اللسان (حلا) يروى: فلو كنت بدون خرم ومثله في أساس البلاغة (١/ ١٩٥) (حلو). (٥) قال في الصحاح (حلا) (٦/ ٢٣١٧): «حلا الشّيء واحلولى مثله»، وأساس البلاغة (١/ ١٩٥) (حلو).