فتفسيره ذلك بقوله: هلمّ من يعذرك يدل على أنه وصف لا مصدر؛ لأن من يعذر هو العاذر، وكذا تفسيره الناصب له بقوله: هلمّ يدل على أن العامل المقدّر «أحضر» كما قال المصنف، ثم قال الشيخ (٢): ويقول العرب: من يعذرني
من فلان، على معنى: من يعتذر لي منه، فالعذير بمعنى العاذر وهو صيغة مبالغة.
ولم يظهر لي وجه ترتب قوله:«فالعذير بمعنى العاذر» على قوله: «إن معني من يعذرني من فلان: من يعتذر لي منه» ثم الذي يظهر أن «عذير» من نحو قولهم:
٣٥٥٨ - عذيرك من خليلك من مراد (٣)
ومن قولهم:
٣٥٥٩ - عذير الحيّ من عدوان (٤)
مصدر لا صفة، وهو منصوب بـ «أحضر» لازم الإضمار - كما ذكروا - على المفعولية، وأما «عذير» من قول القائل: «من عذيري من أناس» فهو صفة بمعنى «عاذر» أي: من يعذرني؟
[٤/ ٢٣٠] ثمّ مراد المصنف بقوله: «ديار الأحباب» ديار من يحبّه الذاكر للدّيار، كقول ذي الرّمّة:
٣٥٦٠ - ديار ميّة إذ ميّ تساعفنا ... ولا يرى مثلها عجم ولا عرب (٥)
وكقول طرفة: -
(١) أي: كلام الجوهري في الصحاح (عذر). (٢) التذييل والتكميل ٤ ورقة (٢٤٥ / أ) وكلامه هنا يشير إلى أن «العذير» وصف لا مصدر وهو مخالف لما ذهب إليه سيبويه. انظر هامش رقم ٦ من الصفحة السابقة. (٣) سبق ذكره. (٤) سبق ذكره. (٥) سبق الكلام عليه والشاهد هنا: في قوله: «ديار ميّة» إذ قصد به ديار الأحباب وأضاف الديار إلى محبوبته.