أراد بين فكيها، فجاء بالأصل المتروك إما شذوذا بحيث لو كان في غير شعر لم يمتنع، وإما لضرورة إقامة الوزن.
ومثله قول الآخر:
١١٣ - كأنّ بين خلفها والخلف ... كشّة أفعى في يبيس قفّ (١)
وقول الآخر:
١١٤ - ليث وليث في محلّ ضنك ... [كلاهما ذو أنف ومحك](٢)
وقول الآخر:
١١٥ - [بين ابن مروان قريع الإنس ... وبنت عباس قريع عبس]
أنجب عرس ولدا وعرس (٣)
-
- اللغة: فأرة المسك: رائحته أو وعاؤه. ذبحت: شقت: السّك: بالضم نوع من الطيب. واستشهد به على أن أصل المثنى العطف بالواو ولذلك يرجع إليه للضرورة والأصل: بين فكيها. وانظر الشاهد في شرح التسهيل (١/ ٦٨) والتذييل والتكميل (١/ ٢٦١) ومعجم الشواهد (ص ٥١١). (١) البيتان من الرجز المشطور أيضا يشبه فيهما الشاعر صوتا بصوت. اللغة: كشة أفعى: كشيش الأفعى صوتها من جلدها لا من فيها ويقال فيه: كش يكش وكشكش. اليبس: ما كان رطبا فجف. القفّ: يقال قف العشب قفوفا إذا يبس ويقال قف أيضا إذا انضم بعضه إلى بعض ومن معاني القف: الشجرة العالية اليابسة (القاموس: ١/ ١٩٢). وشاهده كالذي قبله. وانظر البيت في شرح التسهيل: (١/ ٦٨) وفي التذييل والتكميل (١/ ٢٦١). (٢) البيتان من الرجز المشطور أيضا قيل هما لواثلة بن الأسقع. والصحيح أنهما لجحدر بن مالك الحنفي قالهما مع أبيات أخر في قصة رواها صاحب الدرر (١/ ١٨) وملخصها أن الحجاج بن يوسف أطلق ليثا على جحدر حين تجرأ عليه وعصاه، ويروى أن جحدرا ضرب الليث بالسيف ففلق هامته، فعفا عنه الحجاج. اللغة: الضنك: الضيق. الأشر: الأنف والاستكبار. المحك: بالسكون اللجاج. وشاهده: عطف الليث على الليث والمقصود بأحدهما الإنسان وبالآخر الحيوان والشاعر لولا الضرورة لقال ليثان. وانظر البيت في معجم الشواهد (ص ٥١٤) والتذييل والتكميل (١/ ٢٦١). (٣) الأبيات من الرجز المشطور وهي في الشعر والشعراء (٢/ ٥٩٩) منسوبة لرؤبة يعلم فيها ابنه الشعر -