قد فصل فيه «عبد القيس» وهو فاعل «شفت» بين «غلائل» و «صدورها» وهما مضاف ومضاف إليه (١)، والذي قاله غير متعين؛ لإمكان جعل «غلائل» غير مضاف، وجعله ساقط التنوين لمنعه الصرف، وانجرار «صدورها» على أنه بدل من الضمير في قوله: «منها». وهذا التوجيه راجح على ما ذهب إليه السيرافي لكثرة نظائره وعدم أمر لا يستباح إلا في الضرورة أو على سبيل الندور. ومثله في الضعف والندور الفصل بالنداء كقول الشاعر:
٣٠٦٩ - وفاق كعب بجير منقذ لك من ... تعجيل تهلكة والخلد في سقرا (٢)
أراد: وفاق بجير يا كعب، والمراد: بجير (٣) وكعب ابنا زهير رضي الله عن بجير ورحم كعبا وكقول الآخر:
٣٠٧٠ - كأنّ برذون أبا عصام ... زيد حمار دقّ باللّجام (٤)
أراد: كأن برذون زيد، ومثله قول الفرزدق:
٣٠٧١ - إذا ما أبا حفص أتتك رأيتها ... على شعراء النّاس يعلو قصيدها (٥)
أراد: إذا ما أتتك يا أبا حفص. ومثله في الضعف الفصل بالنعت كقول الشاعر يخاطب معاوية رضي الله تعالى عنه:
٣٠٧٢ - نجوت وقد بلّ المراديّ سيفه ... من ابن أبي شيخ الأباطح طالب (٦)
أراد: من ابن أبي طالب شيخ الأباطح، ومثله قول الفرزدق:
٣٠٧٣ - ولئن حلفت على يديك لأحلفن ... بيمين أصدق من يمينك مقسم (٧)
أراد: فصل بين «أبي» و «طالب» بـ «شيخ الأباطح»، ومثله قول سويد بن -
(١) وانظر في رأي السيرافي المصادر السابقة، والتصريح (٢/ ٥٨). (٢) من الطويل. الأشموني (٢/ ٢٧٩)، والدرر (٢/ ٦٧)، والعيني (٣/ ٤٨٩)، والهمع (٢/ ٥٣). (٣) انظر في ترجمة بجير: الأعلام (٣/ ٨٧)، والمؤتلف (٧٥)، وفي ترجمة «كعب»: الأعلام (٣/ ٨٧)، (٦/ ٨١)، والسمط (١/ ٤٢١). (٤) رجز. الخصائص (٢/ ٤٠٤)، والدرر (٢/ ٦٧)، وشرح العمدة (٢٣٨)، والهمع (٢/ ٥٣). (٥) البيت من الطويل. ديوانه (١٥٣)، والتذييل (٧/ ٢٦٨). (٦) من الطويل. الأشموني (٢/ ٢٧٨)، والهمع (٢/ ٥٩). (٧) من الكامل. ديوانه (٢/ ٢٢٦)، والأشموني (١/ ٢٧٨)، والعيني (٣/ ٤٨٤).