٣٠٥٨ - المال ذي كرم ينمي محامده ... ما دام يبذله في السّرّ والعلن (٤)
على تقدير: المال مال ذي كرم؛ فحذف البدل ونوي لفظه فبقي عمله. وعلى هذا يوجه على الأجود ما في حديث الدجال من قول بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم: قلنا يا رسول الله: ما لبثه في الأرض؟ قال:«أربعين يوما». أي:
لبث أربعين يوما (٥)، ومثله:«خير الخيل الأدهم الأرثم المحجّل ثلاث»(٦) أي المحجل: محجل ثلاث؛ فحذف البدل وأبقى عمله كمثل ما فعل في البيتين المتقدمين، وقد يكون على حذف «في» قبل «ثلاث» والأول أجود؛ لتقدم مثل المحذوف. وفي صحيح البخاري:«فلمّا قدم جاءه بالألف دينار»(٧)، أي:
بالألف ألف دينار؛ فحذف البدل وأبقى عمله، وهذا في البدل نظير ما جاء في العطف من: نار توقّد، وأمثاله.
وبهذا يوجّه ما رواه الكوفيون من قول العرب: الخمسة الأثواب، أي: الخمسة -
(١) التذييل (٤/ ٩٥)، وهي إحدى المسائل التي سأل عنها أبو بكر الشيباني وستأتي قريبا. (٢) من الخفيف لابن قيس الرقيات. ديوانه (٢٠)، والإنصاف (٤١)، والدرر (٢/ ١٦٢)، والهمع (٢/ ١٢٧). (٣) وانظره في الارتشاف (٢/ ٥٣١)، والدرر (٢/ ٦٥)، والهمع (٢/ ٥٢). (٤) من البسيط التذييل (٧/ ٢٦٤). (٥) سنن أبي داود: الملاحم (١٤)، وشرح العمدة (٢٤٤)، وشواهد التوضيح (٣٩). (٦) عن أبي قتادة الأنصاري، وقد تقدم. (٧) عن أبي هريرة. البخاري: كتاب الكفالة (٣٩) وباب الكفالة في القرض والديون والأبدان وغيرها (١)، وشواهد التوضيح (٥٧).