قراءتهما هو «يوم الدّين» فلا يكون غيره في قراءة غيرهما. فيلزم من ذلك كون الفتحة بنائية وكون ما هي فيه مرفوع المحل ولا يقدر:«أغنى»؛ لأن تقدير «أغنى» لا يصلح إلا بعد ما يدل على المسمى دلالة تعيين و «يوم الدّين» دالّ على مسماه دلالة تعيين فتقدير «أغنى» بعده غير صالح ومن شواهد البناء قبل فعل معرب قول الشاعر [٤/ ٨٩]:
٣٠٠٢ - إذا قلت هذا حين أسلو يهيجني ... نسيم الصّبا من حيث يطّلع الفجر (١)
ومن شواهد البناء قبل الجملة الاسمية قول أسيد بن عنقاء الفزاري:
٣٠٠٣ - دعاني فأنساني ولو ضنّ لم ألم ... على حين لا بدو يرجّى ولا حضر (٢)
ومثله:
٣٠٠٤ - على حين خلّاني من القوم خلّة ... كهول وولّى ربقتي وشبابي (٣)
ومثله:
٣٠٠٥ - تذكّر ما تذكّر من سليمى ... على حين التّراجع غير دان (٤)
ومثله:
٣٠٠٦ - ألم تعلمي يا عمرك الله أنّني ... كريم على حين الكرام قليل
وإنّي لا أخرى إذا قيل مملق ... سخيّ وأخزى أن يقال بخيل (٥)
ومثله:
٣٠٠٧ - أعليّ أحين ما الحرب جاءت ... صلت بغيّا وكنت قبل ذليلا (٦)
-
- راجع البحر المحيط (٨/ ٤٣٧)، وحجة ابن زنجلة (٧٥٣، ٧٥٤). (١) من الطويل لأبي صخر الهذلي. شرح السكري (٩٥٧)، والمغني (٦٢، ٢٩٩). (٢) من الطويل لابن المعتز. التوطئة (٣٤٨)، والدرر (١/ ١٨٧)، والهمع (١/ ٢١٨). (٣) من الطويل وانظره في التذييل (٧/ ٢٤١). (٤) من الوافر. الأشموني (٢/ ٢٥٧)، والتصريح (٢/ ٤٢)، والعيني (٢٣٦)، ويروى «التواصل» بدل «التراجع». (٥) من الطويل لمويال بن جهم المذحجي، أو بشر بن هذيل الفزاري. الأشموني (٢/ ٢٥٧)، والدرر (١/ ١٨٧)، والعيني (٣/ ٤١٢)، والهمع (١/ ٢١٨). (٦) انظره في التذييل (٧/ ٢٤١).