أنه قد يؤول الجامد بمشتقّ، فيعامل معاملة الصفة المشبهة، فيقال: وردنا منهلا عسلا ماؤه، أو عسل الماء، ونزلنا بقوم أسد أنصارهم، وأسد الأنصار، ومررنا بحيّ أقمار نساؤهم، وأقمار النساء، على تأويل «عسل» بـ «حلو»، و «أسد» بـ «شجعان»، و «أقمار» بـ «حسان»(١) ومنه قول الشاعر:
(١) ينظر: شرح المصنف (٣/ ١٠٥)، والتذييل والتكميل (٤/ ٩١٣). (٢) البيت من البسيط، وقائله الضحاك بن سعيد، أو سعيد بن العاص، أو رجل من ولده، كما في معجم الشواهد (ص ٤٥). اللغة: فراشة الحلم: بمعنى طائش، فرعون: بمعنى مهلك، أو أليم العذاب، كلب - بكسر اللام -: داء يصيب الكلب، يشبه الجنون، فإذا عض هذا الكلب إنسانا صار مثله. والشاهد في البيت: تضمن الجامد فيه وهو «فراشة» معنى طائش، و «فرعون» معنى «مهلك» أي تأويلهما بمشتق، وإعطاؤهما حكم الصفة المشبهة فأضيفا إلى المعمول. ينظر الشاهد في: الأشموني (٣/ ١٦)، وشرح التصريح (٢/ ٧٢)، والهمع (٢/ ١٠١)، والدرر (٢/ ١٣٦). (٣) البيت من الوافر، ونسب لعفيرة بن طرافة الكليبية، كما في الوحشيات (ص ٨) كما نسب لمنذر ابن حسان في المقاصد النحوية للعيني (٣/ ١٤٠)، ونسب في معجم الشواهد العربية (ص ٦٣) لحسان بن ثابت، وليس في ديوانه. اللغة: المهر المفدى: القوي الجري، غربال: الآلة المعروفة، والمراد: مثقب الجلد من وقع الأسنة. والشاهد في البيت قوله: «غربال الإهاب» فإنّ «غربال» جامد مضمن معنى المشتق، تأويله: مثقب الجلد، أو مخرق، فأجري الصفة المشبهة، وأضاف «غربال» إلى معموله، الذي هو فاعل في المعنى. وفي الأشموني (٣/ ١٦): (ولو رفع بها أو نصب جاز، والله أعلم) اه. ينظر الشاهد في: الخصائص (٢/ ٢٢١)، والأشباه والنظائر (١/ ٣٠٧)، والهمع (٢/ ١٠١)، والدرر (٢/ ١٣٦).