والذي يفهم المقدار يتناول الكيل والوزن والمساحة، نحو:«إردبّ قمحا، ورطل زيتا، وقدر راحة سحابا» وإنّما أفرد المصنف العدد بالذكر ولم يدخله تحت مفهم المقدار، وإن كان مقدارا من جهة أنه ليس له آلة يعرف بها (٣) كالمكيال للمكيل، والميزان للموزون، والذراع للممسوح، على أنّ بعضهم أدرجه في المقادير ولم [٣/ ٨٩] يلتفت إلى هذا، وكذا فعل ابن الضائع (٤).
ومفهم المثليّة نحو قول النبي صلّى الله عليه وسلّم:«دعوا لي أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه»(٥)، ومنه قول الشاعر:
١٨٩٦ - فإن خفت يوما أن يلجّ بك الهوى ... فإنّ الهوى يكفيكه مثله صبرا (٦)
(١) سورة الأعراف: ١٤٢. (٢) سورة يوسف: ٤. (٣) ينظر: التذييل (٤/ ٢٠ - ٢٢)، وفيه قال: وجعل المصنف مفهم مقدار قسيما للعدد هو قول أبي علي الفارسي، قال في الإيضاح: والمقادير على ثلاثة أضرب: ممسوح ومكيل وموزون، وكذا قال ابن عصفور. وينظر: الإيضاح (ص ١٨٠)، والمقرب (١/ ١٦٤). (٤) قال أبو حيان: وأدرج شيخنا أبو الحسن الأبّذي وابن الضائع تحت المقادير العدد. التذييل (٤/ ٢١)، وينظر: شرح الجمل لابن الضائع (١/ ١٤٦ أ) مخطوط تحت رقم (٢٠ نحو). (٥) ينظر في: سنن أبي داود (٢/ ٥١٨)، وصحيح البخاري (٢/ ٢٩) وذكر في شرح المصنف (٢/ ٣٨٠)، والتذييل (٤/ ٢٣). (٦) البيت من الطويل، وقائله الرماح بن أبرد، وينظر في شرح المصنف (٢/ ٣٨٠)، وشرح الكافية الشافية (٢/ ٧٧٣)، والتذييل (٣/ ٧٢٥)، (٤/ ٢٤). (٧) تنظر هذه الأقوال في: شرح المصنف (٢/ ٣٨٠).