هكذا قال المصنف. وقد علمت أن صيغة الفعل في مثل هذا خرجت عن معناها الموضوعة هي له وهو الخبر إلى معنى آخر وهو الطلب، وإذا كان كذلك فليس هذا موضع إيراد هذا الحكم.
ومنها: مصاحبة ناصب أو ما بعده من الأمور التي ذكرها: والناصب: أن، ولن، وإذن، وكي، وسواء كان الناصب ظاهرا نحو قوله تعالى: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ (٣) أم مقدرا نحو قوله تعالى: لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ (٤).
٢٩ - فأمّا كيّس فنجا ولكن ... عسى يغترّ بي حمق لئيم (٧)
ولا فرق بين الرجاء والإشفاق في اللفظ بل في المعنى؛ لأن الرجاء محبوب -
(١) سورة البقرة: ٢٣٣. (٢) سورة العنكبوت: ٢١. (٣) سورة البقرة: ١٨٤. وسقط من الأصل كلمة قوله تعالى. (٤) سورة النساء: ٢٦ وأولها: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ. (٥) سورة يوسف: ٤٦. (٦) البيت من بحر الطويل، ورد في مراجع كثيرة بلا نسبة. ويستشهد به على تخليص المضارع للاستقبال بدخول أداة الترجي عليه. والبيت في شرح التسهيل (١/ ٢٤) والتذييل والتكميل (١/ ٩٧)، ومعجم الشواهد (ص ١١٥). (٧) البيت من بحر الوافر، وهو من الخمسين المجهولة في كتاب سيبويه، ونسبه محقق شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٥) إلى هدبة بن خشرم العذري ونسبه صاحب معجم الشواهد (ص ٣٥٣) إلى المرّار بن سعيد الأسدي وهو في التذييل والتكميل بلا نسبة (١/ ٩٧). وقد اختلف الاستشهاد به: فسيبويه على إسقاط أن في خبر عسى (الكتاب ٣/ ١٥٩) وابن جني على أن حمق بمعنى الأحمق (المحتسب: ١/ ١١٩) وشراح التسهيل على أن المضارع يتخلص للاستقبال بعد أدوات الترجي والإشفاق.