ولذلك قال سيبويه بعد إنشاد هذا البيت: صار ما إن يمس بمنزلة له طي، ويجوز في نحو:
إنما أنت سيرا، الرفع على أن يجعل المعنى خبرا عن اسم العين مبالغة، ومنه قول الخنساء:
١٤٥٤ - ترتع ما غفلت حتّى إذا ادّكرت ... فإنّما هي إقبال وإدبار (١)
وكذلك يجوز في: له عليّ دينار اعترافا، رفع اعتراف على تقدير: هذا الكلام اعتراف، فإذا استوفيت شروط نصب المشبه به فرفعه على الإتباع جائز، وكذا نصبه على الحال والعامل يبديه أو نحوه.
ومثال رفع المفيد طلبا: قول حسان رضي الله تعالى عنه:
١٤٥٥ - أهاجيتم حسّان عند ذكائه ... فغيّ لأولاد الحماس طويل (٢)
قال سيبويه بعد إنشاد هذا: والنصب أجود وأكثر؛ لأنه يأمره (٤). -
(١) البيت من البسيط، وقد قالته الخنساء في رثاء أخيها صخر، وينظر في: الكتاب (١/ ٣٣٧)، والمقتضب (٣/ ٢٣٠)، (٤/ ٣٠٥)، والخصائص (٢/ ٢٠٣)، (٣/ ١٨٩)، والمحتسب (٢/ ٤٣)، ودلائل الإعجاز (٢٩٢)، وأمالي الشجري (١/ ٧١)، وابن يعيش (١/ ١١٥)، وابن القواس (٦٠٠)، والتذييل (٣/ ٢٣٥)، والخزانة (١/ ٢٠٧ - ٢٤٠)، والكافي شرح الهادي (٣٧٨)، والتصريح (١/ ٣٣٢)، والكامل (ص ٣٣٦) طبعة بيروت، وديوان الخنساء (ص ٢٦)، واللسان «قبل - سوى». اللغة: غفلت ورتعت الماشية أي أكلت ما شاءت، ويقال: نرتع: أي نلعب وننعم، ادكرت: تذكرت. والشاهد في قوله: «هي إقبال وإدبار»؛ حيث رفع المصدر خبرا على سعة الكلام مبالغة. (٢) البيت من الطويل قاله حسان رضي الله عنه، وهو في: الكتاب (١/ ٣١٤)، وشرح الأبيات للسيرافي (١/ ٣١١)، والمخصص (١٢/ ١٨٥)، والتذييل (٣/ ٢٤٧)، وديوان حسان (٢١٢). اللغة: الغي: الضلال. الحماس: بطن من بني الحارث بن كعب. والشاهد في قوله: «فغي»؛ حيث رفع المصدر على الابتداء وهو مفيد الطلب غير مكرر. (٣) رجز لم يعلم قائله، وهو في: الكتاب (١/ ٣٢١)، وشرح الأبيات للسيرافي (١/ ٣١٧)، ومعاني القرآن للفراء (٢/ ٥٤)، وحاشية التفتازاني (١/ ٣٥٠)، والتذييل (٣/ ٢٤٧)، وشرح الجمل لابن الضائع، والبحر المحيط (٥/ ٢٨٩)، وتعليق الفرائد (١٥٠٨)، وشروح سقط الزند (٦٢٠)، وأمالي المرتضى (١/ ١٠٧)، والأشموني (١/ ٢٢١)، واللسان: «شكا». اللغة: السرى: السير ليلا. والشاهد في قوله: «صبر جميل»؛ حيث رفع على الابتداء، وهو مفيد الطلب غير مكرر؛ ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، ويروى بالنصب أيضا. (٤) الكتاب (١/ ٣٢١).