قال: وفرّق - يعني الكسائي - بين «إنما» و «ما» و «إلا» بأن «إنما» لا دليل معنا فيها على الحصر في أحدهما إلا تأخير المحصور، فلم يجز تقدمه؛ لئلا يلتبس المحصور بغير المحصور، بخلاف «ما» و «إلا»؛ فإن اقتران الاسم «بإلا» دليل على الحصر فيه، تقدم أو تأخر؛ فلا لبس (٤).
وأما دليل البصريين والفراء وابن الأنباري فإنهم قالوا: لابد أن يتقدم غير المحصور ويتأخر المحصور ليحصل الفرق بينهما، وإنما جوزنا تأخير الفاعل إذا كان المفعول هو -
(١) البيت من الطويل وهو لذي الرمة وهو في: المقرب (١/ ٥٥)، والتذييل (٢/ ١٢٤٩)، والعيني (٢/ ٤٩٣)، والتصريح (١/ ١٨٤)، والأشموني (٢/ ٥٧)، وشرح ابن عقيل (١/ ١٦٦)، وأوضح المسالك (١/ ١٤١)، وشرح شواهد ابن عقيل (١٠٦)، وشرح المكودي على الألفية (ص ٧٥)، والهمع (١/ ١٦١)، والدرر (١/ ١٤٣)، وديوانه (ص ٦٣٦). والشاهد قوله: «فلم يدر إلا الله ما هيّجت لنا»؛ حيث قدّم الفاعل المحصور بإلّا على المفعول. (٢) البيت من البسيط لقائل مجهول وهو في: التذييل (٢/ ١٢٤٩)، والعيني (٢/ ٤٩٠)، والتصريح (١/ ٢٨٤)، والأشموني (٢/ ٥٧)، والهمع (١/ ١٦١)، والدرر (١/ ١٤٣)، وأوضح المسالك (١/ ١٤١). ويروى البيت برواية: «وما جفا» مكان «ولا هجا». والشاهد قوله: «ولا هجا ... إلا جيّأ بطلا»؛ حيث قدم الفاعل المحصور بإلا وهو «جيأ» على المفعول به وهو «بطلا». (٣) البيت من البسيط لقائل مجهول وهو في: التذييل (٢/ ١٢٥٠)، والعيني (٢/ ٤٩٢)، والتصريح (١/ ٢٨٤)، وأوضح المسالك (١/ ١٤١). والشاهد قوله: «وهل يعذب إلا الله بالنار»؛ حيث إنه جاز تقديم الفاعل المحصور بإلا على المفعول به. (٤) ينظر: التذييل (٢/ ١٢٤٧).