٨٤٨ - ما الحازم الشّهم مقداما ولا بطل ... إن لم يكن للهوى بالفعل غلّابا (١)
فكأنه قال: ما الحازم بمقدام ولا بطل.
وقد عومل بهذه المعاملة المعطوف على منصوب كان المنفية كقول الشاعر:
٨٤٩ - وما كنت ذا نيرب فيهمو ... ولا منمش فيهمو منمل (٢)
وإلى ذلك أشرت بقولي: ويندر ذلك بعد خبر غير ليس وما. فجر منمشا على منصوب كان المنفية لشبهه بمنصوب ليس في صلاحيته للباء حتى كأنه قيل: وما كنت بذي نيرب ولا منمش. والنّيرب: النميمة: والمنمش: المفسد ذات البين والمنمل: الكثير النميمة.
ونبّهت بقولي: الصّالح للباء على أن المعطوف على خبر لا يصلح للبناء لا يجوز جره نحو: لست تفعل ولا مقاربا. وقد يجر المعطوف على منصوب اسم الفاعل كقول امرئ القيس:
٨٥٠ - فظلّ طهاة اللّحم من بين منضج ... صفيف شواء أو قدير معجّل (٣)
-
- بينهما خلافات إلا نعب غراب هذه العشيرة بالفراق والبين. والشاهد في قوله: ولا ناعب حيث جاء مجرورا عطفا على مصلحين على توهم زيادة الباء فيه لأنه خبر ليس، وهو تزاد فيه الباء كثيرا كما استشهد به ابن جني في الخصائص (٢/ ٣٥٤) على أن مراجعة الأصل وهو جر خبر ليس أولى وأجدر. والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٨٥)، والتذييل والتكميل (٤/ ٣١٥)، ومعجم الشواهد (ص ٤٣). (١) البيت من بحر البسيط لقائل مجهول يقول: لا يكون الشجاع شجاعا حتى يغلب عقله على هواه. والشاهد في البيت هو قوله: ولا بطل حيث عطف بالجر على ما قبله المنصوب على توهم زيادة الباء فيه لأنه خبر ما وهو تزاد فيه الباء كثيرا. والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٨٦)، وفي التذييل والتكميل (٤/ ٣١٦)، وفي معجم الشواهد (ص ٣٠). (٢) البيت من بحر المتقارب لم أقف على قائله في مراجعه وقد ذكرت مفرداته في الشرح. والشاعر يدفع عن نفسه تلك الصفات. وشاهده قوله: ولا منمش فيهم منمل، حيث عطفه بالجر على خبر كان المنصوب وذلك على توهم زيادة الباء فيه. والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٨٦)، وفي التذييل والتكميل (٤/ ٣١٧)، وفي معجم الشواهد (٣٢٥). (٣) البيت من بحر الطويل وهو في الوصف من معلقة امرئ القيس المشهورة وانظر البيت في الديوان -