قوله:"فأنقذني منها حماري وجبتي"، وقصته أنه حلق شعر رأس امرأته، فرفعته إلى الوالي فجلده واعتقله، وكان له حمار وجُبَّة، فدفعهما إلى الوالي فسرحه.
قوله:"كرام": جمع كريم؛ كعجاف جمع عجيف, قوله:"رأيتهم" ويروى أتيتهم كما ذكرنا, قوله:"فحسبي" أي يكفيني, قوله:"من ذي عندهم" أي من الذي عندهم، أي: عند الكرام، والألف في كفانيا للإشباع.
الإعراب:
قوله:"فإما": "الفاء" للعطف، وإما للتفصيل (٢)، وقوله:"كرام" مرفوع بفعل مضمر تقديره: فإما يقصد كرام موسرون، ويجوز أن يكون: كرام مبتدأ، وقد تخصص بالصفة وهي قوله:"موسرون"، وقوله:"رأيتهم" جملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل الرفع على الخبرية، وفي الوجه الأول على الوصفية.
وقوله:"فحسبي" مبتدأ، وخبره قوله:"ما كفانيا" والجملة على جواب الشرط، فلذلك دخلتها الفاء، وذلك أن "إما" التفصيلية أجاز فيها الكوفيون أن تكون هي "إن" الشرطية (٣).
قوله:"من ذي عندهم" متعلق بقوله: "كفانيا"، و "ذي" بمعنى الذي، وعندهم صلة.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"من ذي" حيث أعرب كإعراب ذي التي بمعنى الصاحب، ويجوز أن يقال: من ذو عندهم كما ذكرنا.
(١) هي التي بين ساكنيها متحركان. ينظر الروض الواضح (١٣٩). (٢) ينظر مغني اللبيب (١/ ٦٠). (٣) يقول ابن هشام: "وأجاز الكوفيون كون إما هذه للتفصيل، وهي مركبة من إن الشرطية وما الزائدة". المغني (١/ ٦٠).